“أحاديت الرعاة”,, بقلم الشاعر موسى بن غلفان

عربت أحاديت الرعاة خيالي

في النفس تتلو سورة الأنفالِ

 

تروى من الماضي العريق وأهله

وجميل ( عاضية ) بحسن دلالِ

 

كانت وكنا والمكان وصحبتي

ما انتميها من كريم خصالي

 

في وحدة قروية معنية

بحقوقها حفظا من الأفضال

 

فجميعنا عونا لبعض كلنا

بصفا القلوب وبسمة الأطفال

 

والجار أولى بالحقوق مقدما

والضيف يملكنا بدون نزالِ

 

والرحم نوصله بوجه محبة

سبقت بظهر وصيلة ووصال

 

وبراءة منا علينا حكمها

وجميل عفو دان دون جدال

 

الله ما أحلى البداوة طابعا

وطبيعة عبقت بكل جمال

 

تبقى ولا تنسى بوقفة عاشق

كالشمس لا تجري بغير زوال

 

فلذا وقفت على الطلول مفاخرا

مثلي ومثل الأمس والأطلال

 

فحملتها في حاضري الماضي وقد

باتت مقيدتي بغير عقال

 

بصدى الأحاديث الجميلة رجعها

لغة البساطة في الزمان الخالي

 

أنا لا أمل من الحديث لحاضر

زمني الجميل وروعة الأبطال

 

تلك المعالم ما فتئت ذكرتها

في داخلي من جنة وظلال

 

قد حُق فخري واعتدادي عزة

لله أمسي والعليم بحال

 

أرعاة أغنام يعيّرنا الذي

بالنقص إلا زادنا بكمال

 

فعليه رد ما السماء لقاصر

وكذا النبي مثالنا والغالي

 

شتان ما بين الخلوق ودونه

يأتى الدنيئة في هوى الإخلال

 

من نقضه لعهوده وأمانة

غزلت بحاضره الجديد البال

 

العوبة الأعطاف تضرب رجلها أرضا

لتعلم مصدر الخلخال

 

فاستبدلت ثوب الحياء بضده

ومروءة العربي في الأمثالِ

 

كالبعض حين استعملته سقيطة

سلخته من عز إلى إذلالِ

 

ماذا وقد غلبت رذيلة غزوها

بسلاحها الفكري دون قتال

 

فلعل ما عجرت على تحقيقه

يوما ستبلغه من الأجيال

 

إلا تمسك بالأصالة أو يكن

صفر الرصيد كحامل الجوال

 

( بَرْقَ امصحى ) مما جرى وكأنه

سيل الدمار عرمرم الأهوال

 

هي تلكم الدنيا لمن طلب الدنى

وأضاع حظا فانتهى بسفال

 

إفقه لقولي لا تلمني يا أخي

ولسوف تعذر بالزمان مقالي

 

وخذ الحياة نصيحة مني وقم

لله في حمد وفي إجلالِ

 

وبشرعة الأخيار نهج محمد

وحميد أخلاق حثثت عيالي

 

هو ذاك ماضينا الجميل وقبلة

يبن الغداة وقفت والآصالِ

 

يا ليت أمسي ما مضى لكنه

حال الزمان بدولة ورجالِ !!

ملاحظة /

برق امصحى هو :  البرق عندما يكون الجو صحوا من امثالنا الشعبية الجيزانية في حالة العجب والذهول من الشئ.

العضية // هي احدى الموضات التسريحية القديمة التراثية

من الخطور اي النبات الزكي

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *