أخلعيه .. وارتاحي منه / بقلم الكاتبة سلوى بن حريز المري

قد يتبادر إلى ذهن القارىء عند سماع هذه العبارة أن المقصود به ألم في الأسنان ويحتاج إلى خلع   الضرس , ولكن هذه العبارة متداوله بين الاوساط النسائية  في السنوات الأخيرة لخلع الزوج , فخلال السنوات الأخيرة تم حدوث الكثير من حالات  الطلاق والخلع , فقد كشف تقرير إحصائي صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2020 عن أن إجمالي حالات الطلاق بلغ 222 ألفا و36 حالة طلاق متنوعة ما بين طلاق ، وطلاق نهائي وخلع , وارتفع نسبة الطلاق في المملكة في عام 2022 الى 12.6٪ حيث بلغت حالات الطلاق حوالي 57595 ورقة طلاق ، مما يعني أنها كانت 157 وثيقة في (اليوم) والتي بلغت نسبتها 36٪.

لست ضد قرارات الخلع أو الطلاق ، فقد أباحه الله عزوجل للمرأة المسلمة ، وجعل الخلع طريقا للخلاص من الخلاف ، والدليل على مشروعيته هو قول الله تعالى :(فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به).,ويعتبر الإسلام المودة والمحبة والاحترام بين الزوجين الأساس للحياة الزوجية السعيدة فهي تعين أيضا على طاعة الله ، لذا يعتبر أنه ليس من العدل أن تشعر امرأة بالنفور من زوجها لأي سبب ، ثم تُرغم على المعيشة معه ، وفي المقابل يعتبر الإسلام حكم الخلع هو نفس حكم الطلاق ، فهو مُباح ولكنه مَبغوض ، وقد نهت عنه الشريعة الإسلامية إذا كان لغير سبب مشروع , فهناك حالات توجب على الزوجة طلب الطلاق أو فسخ النكاح أو الخلع ، فإذا لم تفعل ذلك فاعتبرها أجرمت في حق نفسها ، فحالات العنف ضد الزوجة او عضلها ، وعدم إحترامها , وعدم الصرف عليها ، أو تقصير الزوج في أداء واجباته نحو زوجته , أو غيابه لفترة طويلة ، …..،الخ تعتبر من الحالات التي أباحه‍ا الإسلام لفراق الزوجة زوجها , فمن تضررت من زوجها ، لها كامل الحق في طلب الفراق , ولكن ما أشاهده أمام عيني وما أسمعه أن الخلع والطلاق أصبح موضه رائجة في الفترة الأخيرة لدى بعض النساء اللواتي يسعين للطلاق عند أبسط مشكلة مثلا عدم موافقة الزوج على بعض الأمور التي ترغب بها وحال لسانها يقول : إما أن تنفذ ما أريد ، أو أغادر حياتك ، متناسية العشرة والمودة و المحبة التي يكنها الزوج لها ، و المقاصد السامية من الحياة الزوجية , واعرف أن هناك من سيقول لي لو أن المرأة لم تضرر من الزوج فلن تفارقه أبدا ، نعم ولكن هناك فئة من النساء ، أصبحث تبحث عن الحرية الكاملة ، بدون شروط أو قيود ، وتقرر بينها وبين نفسها فراق زوجها عندما تحين لها  الفرصة لذلك و تطلب الطلاق والخلع , وهنا أسأل نفسي  واقصد بها الباحثات عن الحرية هل قرارهن كان صائب أم أخطأن في حق أنفسهن ؟!…..

 

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *