أمّي ,, بقلم الشاعر حامد محمد الشريف

ياحاطِبَ الوِدِّ لا تقسو على فاسي

وكُن رفيقاً بأحبابي وجُلّاسي

 

تعطّلت لُغةُ الإحساسِ في جَسدي

ما عُدتُ أملِك ذرّاتي وإحساسي

 

أبَعد أعوامَ مِن وصْلٍ سُعِدتُ بِهِ

يُصَبُّ لي البعد صَبَّ الراحِ في الكاسِ

 

أما سَعِدنا بِقُربٍ مِنهُ في زَمَنٍ

في طائف الأنس في ستر من الناس

 

أيام كُنّا وكان الحُبُّ ثالِثُنا

مِن قَبلِ غزْوِ جيوشُ الشيبِ للراسِ

 

حيثُ الشبابُ بذاك السّنّ يصحَبُني

وراحةُ البالِ والأفراحُ حُرّاسي

 

وكم حفِظتُ أسامٍ في الحشا زمناً

واليومَ تِلك الأسامي بين أقواسِ

 

كانوا وكُنا وكُنتم حينَ كان لَنا

في صدرهم عِقدُ لوليٍّ وألماسِ

 

دوماً حديثَهُمُ عَنّا بلا مللٍ

أنفاسهم  دائما تهفوا لأنفاسي

 

لَم يَبْق مِنهم سِوى إسمٍ لسيّدةٍ

هِي الحبيبةُ أمّي خير نِبراسِ

 

في قُربها كانَ كُلُّ الكونِ مبتهجاً

والبُعدُ عَنها يُهَيِّجُ كامِنَ الباسِ

 

يا ساكنَ الطائفِ المأنوسِ مِن زَمَنٍ

الشوقُ يَفري بِقَلبي فَرْيَ أمْواسِ

 

عَهدي بِرُؤيتِكُم يومَ الوِداعِ ضُحَىً

واليوم في مَهْجعٍ عِند ابن عبّاسِ

 

يا سائقَ السُّحْبِ أمطر قَبْرها كَرماً

ماءً قَراحاً ضُحى صُبحٍ وإغلاسِ

 

تِلك التي لَوْ نسيتُ الناسَ كُلّهُمُ

ما كُنتُ يوماً لِوجْهٍ مُشْرِقٍ ناسي

 

الشاعر حامد محمد الشريف – 25/10/20

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *