الخبر – منى السعيدي
_________________
منى السعيدي :
وتفَرَّدتْ بالقَـلْبِ دُونَ تَرَدُدٍ ..
وتأرْجَحَتْ بعَقَارِبِ الشُّرْيانِ
ما أجمل ماصورته في بيت واحد!!
فقد أعطيتها السكن، واحتويت كيانها بقولك :
( وتفردت بالقلب)…
ودون مبررات أو مقابل في قولك :
( دون تردد)
بل بقرار شوق وحب وتضحية!!!
إنه الاحتواء والاصطفاء ..
ولأن النفس تحتاج االترويح في ظل ذلك السكن – خصوصا الصغار- فقد جعلت الشاعرة شريانها أرجوحة لتلك الصغيرة
المحبوبة تتأرحح بعقاربه كيف ومتى شاءت!!!
عندما يرسم فنان مايراه فإنه يحرص على إظهار جوانب وأبعاد مايرسم ؛ ليجعل المتأمل يحلق هنا وهناك ، ويستشف
الرؤى الحلوة ..
وهكذا جاءت الشاعرة هنا.. فقد رسمت بريشة الخيال أبعادا تجعل القارئ يستشف ويتذوق صور الجمال من هنا وهنا ..
وتشكل القالب من صور عذبة بألفاظ مختارة ومنتقاة بمهارة وتجربة وأوحى بدلالات الجمال وإشارات الانبهار ..
اشتمل البيت على فعلين فقط( تفردت) و(تأرجحت) لتصوير حدثين هما الركيزة الأساسية في الإشارة والدلالة ..
وجاءت بقية كلمات البيت أسماء دلالية ، وكلها تؤدي الغرض ، بل إن بعضها بتركيبه مع آخر حمل صورة تجسيدية
وتصويرا بديعا يتمثل في كلمتين هما :
( عقارب الشريان) حيث تشبيه الشريان بالساعة… وتشبيه نبضاته بعقاربها..
إنها نبضات الحب في عالم الحنان المتدفق من الفؤاد..!!!
وهنا تلتقي صورتان , صورة الحب والعطاء , وصورة المكان والاحتواء .