الحب لا يحتاج مهراً .. بقلم / وفاء بنت إبراهيم باعشن

كان يا مكان في هذا الأوان، شاب و شابة قررا الارتباط لتبادلهما شعور الإعجاب و المحبة، و تبع ذلك ارتباط عائلتين، و لكن ينصدم الرجل من تكاليف الزواج و يبدأ بعقد صفقة مربحة له، و تنصدم الفتاة من شروط الزواج على حساب حريتها و أحلامها، و بسبب العادات المتوارثة في مجتمعنا نرى تفاوضات و تضحيات من قبل الطرفين حتى يتم الزواج على سنة الله ورسوله! مع ان عقد الزواج بالإسلام يكون صالحاً حتى لو اتفقا على مهر غير مادي، لكن تغيرت مشاعرهما فقد كانا متحابين قبل عقد الشراكة المتعارف عليه، وفجأة أصبح كلاهما عبء على الآخر و يفرضان أسلوب حياتهما و شروطهما دون أي تنازلات بسبب فرض رسميات دخيلة على الإسلام حفزت على إكراه معظم الشباب على إكمال نصف دينهم. إن الحب أنواع، فهناك من يوفر الحب لأجل المال و هناك من يوفر المال لأجل الحب، و هناك فتاة تتزوج من يدفع مهراً يبلغ قيمة الرجل لديها و هناك فتاة تتزوج فقط من رجل تقي، و هناك من يتزوج لأجل الحصول على لقب متزوج في المجتمع و هناك من يتزوج لأجل الحصول على السكينة و المودة دون الالتفات إلى الألقاب، فإن أصل الحب لله وحده، و أنواع الحب الأخرى قابلة للتغيير و انتهاء أجله كما يشهد عليه قصص الحب عند الغرب و الشرق، و كما قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، و لذا يمكن القول إن العلاقة العاطفية التي تنشأ بين اثنين على أسس مادية هي بمثابة مغامرة مليئة بالمخاطر، ويمكن أن تنتهي بطريقة بشعة لأن الحب علاقة روحية لا تُشترى بالماديات. و لكنها أصبحت مهمة جداً لمعرفة قيمة الميثاق الغليظ لتلك النفوس التائهة التي تبحث عن الماديات في علاقاتها، لكن لا يزال الحب مجاني و ليست له قيمة في سوق الزواج، و هناك الكثير من العبارات الغريبة التي نسمعها في مجتمعنا الشرقي وعلى سبيل المثال، عبارة  “الرجل لا يعيبه إلا جيبه”!

  • هل حقاً يتم التغريد بهذه الجملة دون لحظة تفكير و إدراك بمدى سوء وقعه على كل من تقبل على الزواج؟!
  • و هل حقاً الرجل لا يعيبه غير جيبه و يُغتفر له كل زلاته و عيوبه؟!

و كأن تلك الزوجة التي تم تلقينها هذه الجملة تستحق الصبر على الأذى و الظلم الذي ستواجهه بعد الزواج باسم المال الذي صرف عليها لتصرف النظر عن أحلامها و حياتها الكريمة دون سبب مقنع، و من بين الأقوال السطحية الخاطئة تلك العبارة للتهنئة بمناسبة الزواج “ منك المال ومنها العيال“!، و يبدو أنها ستعيدنا لعصر القوقعة، فإن كان الأصح التهنئة بقول ” منكما المال و العيال”، و هذا لما نشهد عليه من تطور و تغيير في بناء الأسرة و اقتصادها. فأصبحت المرأة تعيل و تشارك بمالها في عصرنا الحديث، بغض النظر عن أسباب قبولها بالصرف أو بهذه الحياة المهنية بعد الزواج، و من جهة أخرى، نشاهد متزوجون يشاركون حياتهم الخاصة بكل تفاصيلها و ينشرون صور أغلى الهدايا و أفضل المقتنيات في عش الزوجية، و هذا الظاهر و الخافي أعظم و هو ليس إلا إثبات للذات و للعالم الخارجي أن الشخص يصبح سعيداً لو تم غرقه بالماديات حتى لو كان مع الشخص الغلط. فالحب لا يُشترى و لا يُباع عند المتحابين الصادقين، و لا يحتاج مهراً بل احتراماً و تقديراً.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *