جدة – وفاء بنت ابراهيم باعشن
_____________________________
هناك مقولة مشهورة لامست مشاعري و قلبي و روحي، و جعلتني اتأمل جمال هذه العبارة الرائعة ” أعلم أن كل نفس ذائقة الموت، و لكن ليس كل نفس ذائقة الحياة…”! , هذه الجملة حقيقية جداً و تستحق التأمل بروعتها، و نحن كمسلمين نشعر بلذة الحياة الهانئة و السلام الداخلي و الطمأنينة و السعادة العجيبة خلال رمضان بالذات، و يعتبر شهر رمضان هو شهر الصيام و العبادة و التقرب من الرحمن ، و أيام قليلة تفصلنا من شهر الخير، و هناك أمور معينة يجب مراعاتها في هذا الشهر، و القيام بها مثل الإكثار من العبادات، و الأعمال الصالحة، و الصدقات، و صلة الأرحام، و طلب العفو من الله، و رد من لديه حقوق الناس، و الأهم من ذلك كله هو الصيام الصحيح في شهر رمضان حتى يتم الاستفادة القصوى للعباد الصالحين، و تطهير الأرواح من ترسبات الطاقة المؤذية، و سموم الأفكار المزعجة مع الصيام عن الجوارح و الطعام و اللغو في الكلام.
رمضان هو ليس صيام عن الطعام فقط، بل صيام عن الفساد بشكل عام. ,نعلم تداول الناس بأن الشياطين تحبس، و لا يمكنهم إيذاء عباد الله في شهر العبادة، و مع ذلك نرى كمية توتر و مشاحنات داخل بعض البيوت القائمة على الصيام وقت النهار، و أيضاً نشهد على كثرة الشجارات التافهة، و الصراخ و الألفاظ التي تسيء صيام بعض العباد بالذات في شوارع الدول المحتفلة بهذا الشهر الكريم؟! و نتابع كيف يتم ضياع هذا الشهر الفضيل بكثرة متابعة الأعمال التلفزيونية من برامج خاصة برمضان، و هي بالأصل لا تمت بأي صلة تذكرنا بروحانية هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فهل سيستمر وضع بعض الصائمين هكذا؟ من فعل المنكرات، و إرهاق الذات بالفساد الأخلاقي، و الرضخ لأوامر النفوس الأمارة بالسوء حتى مع غياب دور الوساوس الخنّاس في موسم القرآن.,لا أحد كامل، و الكمال لله لكن نتأمل فعل الخير، و استمراره حتى بعد شهر رمضان كعباد الله الفرحين بما آتاهم الله من فضله.