العزلة الكتابية .. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

الخيال نعمة إلهية عظيمة، نستطيع من خلال تخيلاتنا السفر عبر حدود الزمن، و الالتقاء بشخصيات من وحي خيالنا، أو من وحي كائنات مجهولة تتصل بنا، ربما عاشت بالسابق أو ستعيش بالمستقبل.,فقط ابحروا بخيالكم دون وجود مرساة توقف انطلاقكم.

لقد بدأت متلازمة العزلة الكتابية تشيع عند المؤلفين و المفكرين و الأدباء حول العالم، و أصبحت من طقوس الكتابة الإبداعية لديهم، و يجدون من خلال العزلة مبتغاهم في تخيلاتهم المليئة بالأفكار المميزة لخلق نص أدبي بديع، و يزداد وعي أصحاب القلم تألقاً من خلال اعتزال الناس، و الغوص بالتأملات الجمالية لمناظر الطبيعة و الأنعام المختلفة، و يبدأو بالاجتماع مع “أولاد” أفكارهم، و يستمتعوا في تعمّقهم للأشياء الصغيرة و البسيطة و المبهجة، التي لا تخطر على بال المُلتهين بالسعي خلف المادة عند الكتابة التقليدية لأعمالهم الأدبية المختلفة، و ينسون خلق المحتوى الهادف و الخالد بعد فناء حياة الكاتب في الدنيا، و يبتعدوا في كتاباتهم عن إيجاد طرق تحسين الفكر السوي، و رفع ثقافة المجتمع الراكد، بل نرى أغلب إصداراتهم مكررة بالمواضيع الجوفاء و الغوغاء.

فعند العزلة الكتابية نوحي أقلامنا بالكتابة الصادقة دون تزييف أو تحريف لمشاعر صاحب القلم، حتى لو اختلفت أسماء الشخصيات، و أماكنهم عند سرد الأحداث، تبقى المشاعر صادقة و حقيقية من عمق خيال صاحب القلم المعتزل، و المعتكف عن لقاء البشر، فالكتابة الاعتزالية، تسهل الغوص في أعماق النفس و الروح، و عزلة القلم لها قوة عظيمة لا يعلمها إلا من جالس قلمه بعيداً من مخالطة مجالس القيل والقال، التي تجعل أصحاب الألسن يدمنون هذه المخالطات الذميمة و تظهر في كتاباتهم المقلدة،

  • و نسأل الله أن تكون أفكار جميع آل القلم صادقة حقيقية، و في منفعة الناس سواسية.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *