الفن وأهله والأدب وأهله .. بقلم : الكاتبة وفاء باعشن

 

 

هناك من يدّعي بأن أهل الفن تحرروا من كل أخلاقيات الأدب، ويشجعوا على التحرر من تقاليد وقيود ثقافة المجتمع.

 

وهناك من يقول بأن الأدب فن راقي لا يمكن توغله في مستنقع الفنون الأخرى التي يغلب تجمعه رواد متحرري الأخلاقيات، ويصعب مزج الأدب مع بعض الفنون التي تحفز للفساد الأخلاقي. وتصور الأدب في فنونها بطريقة مبتذلة، على عكس الأدب الذي يجمّل وصف تلك الغرائز بطريقة أدبية لا تخل بالذوق العام، ويملأ عقل المتلقي بروعة الكلمات التي تحمل دلالات ومعاني توصف جمال الحالة والمشاعر المختلفة حتى يتقمص القراء تلك الأحاسيس والعبارات ويعيش أحداثها. فتارة، نجد القراء يذرفون دموعا مع الشخصيات. وتارة، يبتسمون فرحا مع تحقيق أهداف تلك الشخصيات. وتارة أخرى، يغضبون حرقاً لما تتحمله تلك الشخصيات من مصائب وأزمات متتالية داخل صفحات العمل الأدبي.

ولكن شئنا أم أبينا، لا يمكن أن نضع الأدب وأهله في جهة والفن وأهله في جهة أخرى إلى الأبد.

 

 

فليس كل ما يتم عرضه في المنصات الغربية من فنون رائجة تعتبر من الأدب أو الفن اللائق نقله أو تقليده. ولا يجوز اقتباس كل ما هب ودب من تلك الفنون الغربية على المجتمع المحافظ لمبادئه الأخلاقية.

 

فكما هو الحال بوجود فن رخيص بالوسط الفني، هناك أيضا أدب رخيص بالوسط الأدبي. ويتم نشره لغرض تجاري بحت للأسف. وقد يتفاجأ القارىء أن الكلمات المستخدمة بالكتاب الأدبي مليئة بالألفاظ النابية والعامية. وهذا يدل على سطحية وضيق أفق الكاتب المعاصر لجيل النسخ واللصق، إلا ان كان استخدامه للعامية وتلك الكلمات الغير أخلاقية تخدم الرسالة المقدمة بالعمل الأدبي.

 

فماذا لو تم دمج أهل الأدب والفن بطريقة لائقة تفيد في نشر الرسالة المقدمة للمجتمع، ويكون ذو محتوى هادف اجتماعي يحمل قيم عالية ترفع من ذوق، وثقافة، ووعي الشعب…

ألسنا نحن أهلا لها؟

عن afaf

شاهد أيضاً

الكاتب الصحفي المصرى سمير دسوقى يكتب : السعوديه الملكة والمملكة

القاهرة – مصر / موقع مجلة نجمة السعودية  ___________________________________________   مازلت اقول ان العرب قوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *