الكاتبة فاطمة المشعان : لرمضان أجواء روحانية وإنسانية ,, وإبريق شراب الفيمتو مازال عالق بذاكرتي ؟!..

فكرة اعداد وتنفيذ – الاعلامي سمير عالم

فقرة حكايات رمضانية ,, وحكاية اليوم مع الكاتبة فاطمة المشعان

____________________________________________________

شهر رمضان ضيف سنوي يحل علينا بالبركة ، فكيف كان استقبال الضيف من لباس وموائد

يكون استقباله ,..

إلا أنه تميز إلى جانب تلك الأجواء السعيدة التي ينشرها قبل قدومه باصطحاب أجواء روحانية

وإنسانية وجب علينا التحضير أيضا لها , فـ لهذه الأجواء الروحانية نقوم بتخصيص ركن للعبادة

في المنزل نجتمع فيه للصلاة وقراءة القرآن كمجلس مصغر للذكر وكذلك التحضير للأجواء

الإنسانية و يكون بتفقد المحتاج من الجيران و مواصلة الأقارب والأصدقاء هاتفيا في ظل هذه

الأزمة .

تتزاحم المائدة الرمضانية بالأطباق الشهية سواء كانت رئيسية أم حلويات منها ما هو شعبي

وتقليدي ومنها ماهو حديث ودخيل ،..

أما عن طبقي المفضل ولعلها أطباق للأمانة التمر على الطريقة الحجازية مع اللبن، ثم لقمة

القاضي، البسبوسة بالقشطة، كريم كراميل، و حساء “شوربة الحب” .

عندما كنت في المرحلة الابتدائية كان كل من أبي وأمي _وكنا نساعدهم بالطبع_ يقومان

بتحضير شراب التوت “الفيمتو” وشراب البرتقال “سانكويك” في أباريق صغيرة مقدار لتر

تقريبا وعددها كثير جدا ثم نقوم بحملها لإيصالها إلى المسجد القريب من منزلنا حيث ينتهي

دوري عند هذا الحد وبعد ذلك يقوم كل من أبي وأخوتي بتوزيعها على صفوف المصلين

في المسجد قبل حضورهم إلى المسجد لأداء صلاة التراويح والقيام ويرافق تلك الأباريق

أكواب بلاستيكية ملونة ,..

من أجمل ذكريات رمضان التي علقت في بالي حتى أني أتذكر شكل الإبريق إلى الآن

بلاسيتك أبيض ذو عنق طويل وقاعدة دائرية يعتمر أغطية ملونة .

الحمد لله أننا في منازلنا مطمئنين بقرب عوائلنا وآمنين في بلادنا .. صحيح أنني كاتبة ولكني

ربة بيت أيضا فوقتي أغلبه لإحياء الأجواء الرمضانية في ظل هذه الظروف ما بين تحضير

الفطور والسحور ، والعبادة و رعاية طفلتي ، و مجالسة عائلتي ، وما فاض من الوقت فهو

للراحة “ولبدنك عليك حق” .

أشكر مجلة نجمة السعودية على هذا اللقاء الخفيف الذي أنعش ذاكرتي بذكريات رمضانية

بطابع طفولي ,..

والشكر موصول أيضا للزميل ذو القلم الأنيق الأستاذ سمير عالم على هذا اللقاء الرمضاني

اللطيف .

وكلمتي للقراء : بيوتنا جنة نتنعم بها من أجل سلامة بلادنا وسلامتنا كذلك ، والامتثال للأمر هو

رد جميل لما قدمه هذا البلد المعطاء لأجلنا ولكي تتوج الجهود بالقضاء على هذه الجائحة ،

فلا تتذمروا بل احمدوا الله وتنعموا واستمتعوا بأوقاتكم وادعوا الله أن يرفع عنا هذا الكرب .