الكاتب الملائكي .. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  • موقع مجلة نجمة السعودية ( قلم متعاون )

 

تعريف الكاتب الملائكي :

 

الكاتب الملائكي هو ضد معنى الكاتب الشبح الذي يُشتهر عند الغرب بسبب إيمانهم بوجود الأشباح في معتقداتهم. أما عند الشرقيين فهم يؤمنون بوجود الملائكة.,فيُطلق لكل كاتب صاحب رسالة و مهمة بلقب الكاتب الملائكي.

ويتم طلب خدمات الكاتب الملائكي عن طريق التداول المادي أو عن طريق المقايضة المالية وأحياناً يستخدم العقود الأرضية المؤقتة.

 وقد يتم تكليف الكاتب الملائكي بمهام كتابية صعبة جداً لأفراد عانوا من أحداث مؤلمة أو لديهم رسالة يصعب كتابة محتواه بأي قلم في الأسواق التجارية، وهم يريدون إيصال رسالتهم إلى المجتمع بشتى الطرق. لكن هناك مواجهات وعقبات نفسية منها عقبة عدم ممارسة هبة الكتابة الإبداعية أو الخوف من مواجهة المجتمع بأفكاره وبقلمه التي قد تعارض توجهاتهم ووعيهم.,فليس الجميع لديهم القدرة على تحمل كتابة أفكار ورسائل الشخص الخاصة والذي بسبب ذلك يتم طلب خدمة الكاتب الملائكي لأنه يعلم أنه سيواجه عالم من الأفكار وبحر من الخيال يصعب عبوره بسلام. ويحتاج إلى إرادة قوية حتى الانتهاء من كتابة أفكار ومحتوى الرسالة. لأنه يعلم أن كتابته ليست غايته فائدة تجارية بحتة، فما يحدث من تجارة بالكتب والكتّاب سيعود لصاحبه كصيحة مؤقتة أو لعنة أبدية لبعض النفوس التي تكتب، بل غايته الله لما سيكتب من علمه وخياله ورسائله. وسيقابل بكتابه وكلماته خالقه وخالق الكلمة.

 

مهام الكاتب الملائكي :

وهنا يأتي دور الكاتب الملائكي الذي يعينه في إتمام الأمور بأسهل الطرق وقد يتم تشافيه تمامًا في مراحل كتابته لرسالته الأرضية.

 

صعوبات تواجه الكاتب الملائكي :

قد يتم التأثر بوساوس الشيطان في مسيرة طلب لخدمة الكتابة الملائكية وينتج عنه المطالبة بعدم الايفاء بأحد شروط العقد الأرضي أو إصابته بمرض اجتماعي. وقد  يحتاج إلى عزلة اجتماعية حتى يتم تطهيره ليحمل العهد والمبايعة من جديد.

 

شروط الكاتب الملائكي :

 

_أن يقوم الكاتب الملائكي بالتسويق والتشجيع لصاحب الرسالة وحامل القضية وإرشاده في رحلته الكتابية.

 

_أن يتم ذكر اسم الكاتب الملائكي بين طيات الصفحات. ولا يحتاج الكاتب الملائكي إلى كلمة الشكر، عقود احتكار أو رزق دنيوي وفير. لأنه يعلم أنه مأجور من الخالق للنون والقلم من حيث لا يحتسب لتعدد الأسباب.

 

فالكاتب مكرّم منذ الأزل، فياحبذا لو لم يتم استخدام كلمة تقلّل من قيمة الكاتب كما يتم عند الغرب مثل الكاتب الخفي أو الشبح.

 

لا يمكن الاستخفاف بمدى أهمية الكلمة في عصر الرقمنة وتبلّد المشاعر الكتابية وذلك بسبب وجود الذكاء الاصطناعي الملقّن.

 

 فالكلمة النابعة من القلب والفكر الإنساني، لها معنى بليغ وتحمل مشاعر جياشة. ولا يمكن التغاضي عن دور الكلمة الطيبة.

 

فكما قال تعالى في هذه الآية الكريمة :

 

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ

 

دمتم كتّاب ملائكيين وأحرار

عن afaf

شاهد أيضاً

ما بعد العيد .. بقلم / دلال كمال راضي

موقع مجلة نجمة السعودية ( قلم متعاون )   في أول يوم من أيام الدوام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *