المخرج السينمائي حمد الصراف : وجدت في نفسي عشقاً للسينما ,, واطمح ان يصل صوتي للعالم

متابعة حسين السنونة – الدمام

__________________________

حمد الصراف، مخرج سينمائي، كاتب سيناريو، ومنتج كويتي. شق خطواته الأولى

في السينما بفيلم قصير  بعنوان “فيكتور – ٢٠١٥”.  فيلمه الروائي الطويل

الأول  ”إن بارادوكس – ٢٠١٩“ هو أول فيلم كويتي يدخل قائمة الغولدن غلوب

للمنافسة في فئة الأفلام الأجنبية.

إلتحق الصراف في عدة دورات  أكاديمية  في العاصمة لندن لتطوير مهاراته

الفلمية، شارك في عدة مهرجانات كعضو لجنة تحكيم، يميل الصراف إلى تقديم

نوع فني جديد للسينما في منطقة الخليج.

فيلم إن باردوكس :

هي قصة رجل يحاول السيطرة على ذكريات لا تخصه، قبل أن

تغير هذه الذكريات مفردات حياته وتهيمن على عقله.

عن المخرج والفكرة:

لم أكن لأتخيل في زيارة لجزيرة فيلكا، أن تنبثق لي فكرة فيلم عند مروري

من عدة بيوت مهجورة كان قد نسيها الزمن، كان بين هذه البيوت ذكريات عشتها

أو تعايشتها لوهلة، تذكرت أنني كنت ألعب في ذلك المكان، بجانب طفلة أخرى،

لعبنا سوية، لكني لم أكن طفلاً في تلك الزيارة بل كنت شاباً يافعاً،

تساءلت هل كان لي طفولة متعلقة بهذا المكان، بعد تعقب هذه الذكرى أتضح

أنها ليست ذكرى قد عشتها بالفعل، بل هي ذكرى لا أملكها ولا تخصني، لكنها

بدت واضحة وتفصيلية في عقلي، كوني لم أكن قد قضيت طفولتي في الكويت، بل

كنت في الولايات المتحدة الأمريكية.

أدركت حينها لكي أجيب عن السؤال أن أصيغ الفكرة في فيلم، وكنت أمام أمرين

لتفسير هذه الحادثة الغريبة، إما أن أتخذ المسعى الخيالي للموضوع أو

أطرحه  كحالة عقلية نفسية.

وهنا تذكرت الألم الذي أشعر به منذ رحيل والدي عن هذه الدنيا. لم يكن

قراراً سهلاً لأتطرق لهذه الحادثة الشخصية جداً بالنسبة لي، فكيف سيتجاوز

بطل القصة هذا الألم وأنا لازلت أعيش على ذكرى والدي ولم أشفى تماما من

هذا الفقد. قررت خوض هذه التجربة، أنا وبطل القصة، فتجاوزنا  معاً جزءاً

ليس ببسيط من هذا الشعور من خلال صناعة هذا الفيلم.

واجهت العديد من التحديات بعد الإنتهاء من كتابة النص، تمثلت في وضع

موازنة للفيلم، بحيث أنني قمت بإنتاج جزء من الفيلم بجانب مستثمرين آخرين

آمنوا بالفكرة.

فكان التحدي الآخر بجانب التحدي المالي، أن نجد موقع يوحي باللازمان،

واللامكان، والتي قد تبدو غريبة على عين المشاهد، لخلق عالم بطل القصة

الممزوج بالقليل من التجريد.

وقع الإختيار على عدة مبدعين ليشاركوني في وضع لمساتهم الفنية على هذا

الفيلم. كانت عدة شهور من الإجتماعات المكثفة لتحديد الأسلوب العام،

الرؤية والتفاصيل من ألوان، أزياء، إضاءة والإحساس العام للفيلم.

صياغة النوع الفني للفيلم  لم يكن سهلاً، خصوصا أنه فيلمي الروائي الطويل

الأول. لكن مع وجود العديد من المحترفين معي في هذا العمل، وخبراتهم

الطويلة، تمكنا من الوصول إلي نتيجة نفتخر بها جميعاً. وهنا أتذكر

الممثلين الرائعين الذين رافقوني في هذه الرحلة السينمائية الجديدة.

مرحلة المونتاج كانت بمثابة غرفة مليئة بالدروس في مسيرتي السينمائية،

تعرفت على نفسي أكثر بشكل عميق ودقيق، شعرت بالقلق، بالخوف، والتردد، لم

تكن الأيام سهلة بل امتلئت بالأرق، كنت أشاهد الفيلم في منامي بشكل

متكرر، كان كل ما يهمني أن أتمم العمل وأنجزه بشكل مثالي.

أصر والدي حين كان حياً أن أشاهد العديد من الأعمال السينمائية العالمية،

شاهدت اليابان، فرنسا، وكل أمريكا في الأفلام قبل أن أزور تلك الأماكن

حتى.

وجدت في نفسي عشقاً مميزاً لشئ يطلق عليه سينما في سن مبكرة للغاية،

حثتني السينما أن اقرأ كثيراً، أن أرسم أو أصور، وكثيراً ما كانت تداعبني

الموسيقى الكلاسيكية وتؤجج رغبة عميقة في نفسي لإدراك ما أحبه.

رغم أن دراستي تمثلت في أشكال جيومترية وهندسية لكنني وجدت ضالتي في

الفن،  وحملت كل ما أملك وأعرف إلى أي مكان كنت أمضي إليه.

كانت قدرة والدي في الحكي والسرد، هي ملكة ورثها من عائلته، علمتني  أن

أروي ما يجول في  خيالي، كان هذا الإحساس هو الأجمل والألذ إلى نفسي، وهو

ما يخص عالم مختلف لا يُروى إلا في إطار يشبه ما نراه في السينما.

ما أطمح إليه وما يطمح له أي صانع فيلم أن يصل صوته للعالم، وأن يقدم

للمنطقة الجغرافية التي يعيش فيها كل ما يعرف.

أنا سعيد للغاية أن الجمهور الخليجي والعربي قد شاهد الفيلم من خلال منصة

نتفلكس للأفلام، وما أسعى إليه أن يتخطى الفيلم حدودنا الجغرافية وأن

يحظى بجمهور مختلف ومتباين، فهو لا يزال يعرض حتى الآن على المنصة

عالمياً.

عن afaf

شاهد أيضاً

هاني شاكر عن حفل العندليب : تجربة جديدة ومختلفة وسأكررها في اكثر من دولة

بيروت – محمد برجي _____________________ في وقت قياسي نفدت جميع تذاكر حفلة هاني شاكر المقررة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *