النجمُ نامَ وخافقي ما نـامـا
فاقرأ على تلكَ العيونِ سلاما
وتأمّلِ الأحلامَ كيف تبددتْ
وغدتْ خطانا نحوَها أحلاما
واسمعْ نشيدي حينَ يمطرُ لحنَهُ
وترٌ يدندنُ للهـوى أنـغـامـا
واصغِ إليَّ إذا صدحتُ كبلبلٍ
بغنائه فوقَ الغصونِ تسامى
أشدو إذا سكبَ الفؤادُ شعورَه
وأحيكُ من عذبِ الكلامِ كلاما
فأنا القصيدةُ قد ولدتُ وفي فمي
صوتٌ تفتّقَ نرجساً وخُزامى
وكبُرتُ حرفاً في لسانِ صبيةٍ
تهوى الرؤى وتُـراودُ الإلهاما
فإذا خلوتُ بهِ يهلُّ بخاطري
بوحٌ يحركُ وحـيُـهُ الأقلاما
بلقيسُ، واكتملَ النداءُ لأرتقي
في سدرةِ المعنى الرفيعِ مُقاما
معراجُ من صعدو تأجَّل بُرهةً
حتى أعود مع السنينِ يماما
ومضيتُ أعزفُ للحياةِ مشاعري
ألحانَ حرفٍ حـيَّـرَ الأفـهـاما
وهناك حيثُ الشمسُ تسكبُ نورَها
للكائناتِ همى الصَّبَاحُ كلاما
تسري “صباحُ الخيرِ” مثلَ حكايةٍ
في كلِّ وجـهٍ تـقـرأُ الأيـامـا
تهدي الورودُ الباسماتُ أريجَها
وتذوبُ في نبضِ القلوبِ هياما
وأنا ك ظبيٍ من وراءِ خبائه
يرنو لمن بينَ الضلوعِ أقاما
وتغيبُ في ملكوتِ فارسِها الذي
يرمي هواهُ على القلوبِ سهاما
وتحيكُ للصحراءِ من أشواقِها
شعراً وتنصبُ بالحروفِ خياما
وتميطُ عن وجهِ الفؤادِ لثامَهُ
وعن القصيدةِ لا تميطُ لثاما
وتحاولُ التحليقِ في أفقِ الهوى
لتزيلَ من دربِ البعيدِ ظلاما
لتراهُ يأتي مثلَ حُـلـمٍ ذابـلٍ
في غفلةٍ شربَ الهوى فتنامى
أو كالنوارسِ إذ تعودُ لشطّها
حتى وإن صارَ المكانُ حطاما
أو كالفراشاتِ التي تمضي وترجعُ
للحقولِ إذا الـرحـيـقُ تهامى
أو كالمواسمِ حينَ تعلنُ خصبَها
حتى تمرَّ على الحقولِ غماما
فأنا انتظارٌ لا يملُّ من النوى
حولَ الحمى لبسَ الحنينَ وحاما
حتى يبثُّ جواهُ، يسألُ ليلَها
حقًا أيغدو العاشقونَ يتامى
وهمُ الذين يطرِّزون قلوبَهم
كي يرفعوها للهوى أعـلامـا
لي نبضُ قلبٍ لو تصاعدَ شوقُه
ونأى الهوى جعلَ النجومَ ندامي
سأعيشُ رغمَ الجرحِ حرفاً عاشقاً
نذرَ الحياةَ محـبّـةً وسـلامـا
للناسِ أرسمُ جنةً وحكايةً
فيها الجمالُ يُخلّدُ الرّساما
وعلى القلوبِ سأستهلُّ تألقي
وعلى العقولِ أحررُ الأقلاما
حواءُ موعدُها المؤجلُ قد أتى
وغداً تصيرُ على الصدورِ وساما
#بلقيسيات
#بلقيس الشميري