بِحارُ الشعرِ تأذنُ بالوصالِ
فهيا للعلا قبل اكتمالِ
فمولودٌ بتاريخٍ مقفى
بنصفِ الشهرِ فيهِ البدرُ عالِ
ونصفُ العامِ بعد الشهرِ يوماً
يُسَطَّرُ فيه تاريخَ المعالي
و نجمٌ وافقَ التاريخَ حتماً
و نجمٌ غابَ في وهمِ الخيالِ
أنا الإسراءُ إن خالطتُ حبري
أنا الجوزاءُ إن رمتم وصالي
يباتُ الليلُ في كنفي طرِيدًا
وأحيا دونَ ليليَ في عِقالِ
تهدهدني يدُ الآهاتِ طورًا
فتخنقني وتخنقُ بي سؤالي
لمَ الآهاتُ يامجنونُ تحيا
وشوقُ القلبِ لا يرثى لحالي
أذوبُ صبابةً وأتيهُ عشقاً
فماليَ جنَّةٌ وَالكونُ مالي
أسافرُ عبرَ تجويفِ المرايا
ولكني أمرُّ ومن خلالي
أُقَبِّلُ رأسَ ( دلالِ المنايا )
أعودُ إلى العرينِ وباعتدالِ
تقاسمني همومي نزفَ حرفي
فيطفئُنِي الأسى رغمَ اشتعالي
أواسي الكُلَّ لكني جريحٌ
ومن مثلي بجرحٍ لا يبالي
صنعتُ سفينتي و ركبتُ بحرًا
فكانَ الموجُ أشبهَ بالجبالِ
وعاثَ الليلُ بالفرسانِ حتى
شكا من طولِ شقوتِهِ مقالي
ألا يا ليلُ عَجِّل بانفراجٍ
لذي سقمٍ تكلل بالجلالِ
رأيتُ الكونَ والأفلاك تجري
ونجري خلفها و هي الخوالي
زمانٌ كل ما فيهِ تجلّى
حكايةَ فارسٍ هزمَ الليالي
فلا سعدٌ يدومُ ولا بلاءٌ
ولا عيشٌ يفوزُ بلا نضالِ
وهذي سنةُ الإحياءِ فينا
كتابٌ كانَ دوَّنهُ الغزالي