لاحظت بالفترة الأخيرة جُمل و عبارات منتشرة بين أصحاب الإنجازات و المبدعين، و أيضاً هي عبارات مليئة بالحب من قبل أصحاب اقتناء الحيوانات الأليفة، و قد تكون مرّت على أغلب فئات المجتمع من يتفاخر بقوله لهذه العبارات، ألا وهي عبارة مثل هذا الحيوان هو مثل طفلي!,هذا الكتاب هو مولودي الأول! *، أو مثلاً *هذا العمل و المشروع الذي اعتنيت فيه هو مثل ابني!
أليست عبارات و جُمل مثل هذه منتشرة، و التي قد تكون من ثمرة الحب، و لكن جذورها الغرور بما أنجزناه و نمتلكه. أصبحنا نتبني حيوانات أليفة، و باتت تأخذ دور و مكان الأطفال في العائلة!
و أصبحنا نستهلك معظم دخل الأسرة بسبب أن هذه الحيوانات الأليفة هي جزء من العائلة العصرية، و نجاري التطور لبناء أسرة متكاملة، و لكنها أسرة شبيهة و مقلّدة بدول الغرب فقط لا أكثر و لا أقل .
هل سنستمر بسماع هذه الأقوال العجيبة من الناس مثل ان هذه السيارة أو هذه القطة مثل ابنتي و أي شخص لا يحتفل بميلادها معي لا يحترمني!.
و كأن الشخص الذي يتفوه بهذه العبارات يتفاخر أنه يستطيع خلق طفل مبدع من وحي خياله، و يشعر بالسعادة المصطنعة لتلفظه بهذه العبارات الغريبة على ديننا بأنه أوجد طفلاً لنفسه إن لم يرزقه الخالق بطفل حقيقي!
و لا نستهين بمعجزة الطفل، و هو أعظم خلق الله، و نتفاخر بأي كائن غير عاقل أو جماد، و نسميه طفلنا.,و كما قال تعالى: “صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ”., “هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”.,
و بالنهاية، أوضح للقراء أن كتبي و رواياتي و مشاريعي القادمة هي ليست أطفالي أبداً، بل أرجو أن تكون أعمال صالحة لي و الله ولي التوفيق.