“حفاواتُ الأشواقْ”,, للشاعر محمد جابر المدخلي

تَعبتُ رحيلًا واستبدَّ بيَ الهجرُ

وساوَرنِي شوقٌ يُجاذبُهُ كسرُ

 

لِمنْ في رحابِ القلبِ باتتْ تحُفُّني

حنَانَا .. وفي الأعماقِ قَدْ ثبتَ القَدْرُ

 

بِكُلِّ شَظِيَّاتي اللِطافِ نثرتُها

سنينًا .. ولا أدري أيتَّسِعُ الصَّدرُ؟

 

يذوبُ كِلانَا حينَ تبتهِجُ الرّؤى

وتذبلُ أشواقُ. وأطرافُها جَمرُ

 

نُلَوِّحُ في الآفاقْ .. كَيمَا تَضمُّنا

سحاباتُ غيمٍ قد يُعانقُها قطرُ

 

فَيهمِي علينَا المَّاءُ وَبلًا ليرتمي

بأحضانِنا دفٌ .. وآهاتِنا قَهرُ

 

علَى صفَحَاتِ الفَيء نرسِم عِشقنا

يِظلِّلها بُعدٌ .. ويجتاحُها قفرُ

 

قدَحنَا كؤوسَ الحبِّ ملآى لترتَوي

بأرْواحِنا الأنخابُ .. يسكُبُها العُذْرُ

 

فتَندَاحُ للأَعذارِ سلوةُ عِمرِنا

يُخالجُها ودُّ السفاهةِ والسُّكرُ

 

طرِبنَا إلَى وقتِ الغداةِ تحيطُنا

حفاواتُ أشواقٍ يُترجمُها ثغرُ

 

ولمّا تبدَّى للشُّموسِ فِراقُنا

تناءى بناحُّبٌ ..  يجمِّعهُ صبرُ

 

أشارتْ أيَا غدَّارُ .. ليتك صُنتَني

كما كُنتَ في أَوجِ الصبابةِ ياعُمْرُ

 

ولكِنَّني لمَّا صحوتُ وجدتُني

سُلِبتُ عفافًا .. قد أساءَ بيَ الوِزْرُ

 

فقلتُ (معاذَ اللهْ .. ذَلِكَ ماجرَى)

وماكنتُ خوَّانًا .. ولا شَابَني غدرُ

 

أفقتُ ولم ألحَظْ حبيبًا بِجانبي

سِوَى طَيفِيَ المزْعوم يقتله الكِبْرُ

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *