سؤال أطرحه لجميع محبي الفن السابع، و لكل من يستمتع بعرض أفلام لمؤديين الأدوار التمثيلية المخلدة بذاكرة متذوقي الأفلام السينمائية، و لكل من يحجز مقعده في صالات السينما،
- هل الأفلام إبراز لعضلات، و وضع فلاتر لمجتمع ؟
- أم وجدت الأفلام لعرض جوهر، فن، و قضية ؟
و بطبيعة الحال، نجد اختلاف أذواق الناس على حسب اختياراتها لأفضل الأفلام، ونرى هناك من يكرر مشاهدة الأفلام العالمية بسبب شهرة حوارات الفيلم، أبطال الفيلم، أو بسبب طريقة عرض القصص المميزة بالفيلم، تجاري كان أم فني.
لكن في الفترة الأخيرة، أصبحت مشاهدة الأفلام السينمائية مغلّفة بأجندة معينة، و تتحكم بها التجارة الربحية البحتة، بغض النظر عن محتوى هذا الفن السابع، و علامات التعجب و الاستفهام تتسائل هل يليق مشاهدتها عبر صالات السينما العربية و عبر المنصات الخاصة للمجتمعات العربية؟ .., و هل يتم حذف الألفاظ النابية احتراماً للذوق العام، الأخلاق الإسلامية، و تمكين الرقابة الذاتية قبل العامة؟
و مما لا شك فيه، أصبحت مؤخراً مقاطع الأفلام تكرر مشاهد غير فنية بل شهوانية و مبتذلة، و لها منصات أجنبية تدعم قضايا “غريبة” على مجتمعاتنا العربية، و كأنها تريد أن تدس السم في العسل!
و تجدر الإشارة إلى أن الأفلام في الوطن العربي يغلب عليها إبراز العضلات و الفلاتر الكوميدية المبتذلة لمجتمع ترفيهي افتراضي يتوق للمتعة فقط و لا يحمل معه هم الفكر و العلم و التطور.
و في هذا الإطار، يعتقد بعض صنّاع الأفلام الكرام بأن الفن السابع عبارة عن صورة وهمية أو تقليد لثقافة غربية تتماشى مع متطلبات السوق التجاري، و ليس سبباً لعرض وقائع المجتمعات و قضاياهم بطرق فنية تنافس للوصول إلى الترشّح في حفلات الجوائز السينمائية. فنادراً ما نرى منتجون و شركات تدعم عرض السيناريوهات المحلية بالسينما العربية و ليس بها خلطة غربية أو رمز التقليد. و صنّاع الأفلام حالياً، لا تقدم إلا نادراً فن جوهري دون مطامع شخصية.
و لكن يبقى التساؤل المطروح، هل سنرى الجرأة السينمائية في عصر المنصات و الانترنت تتكلم عن قضايا المجتمع العربي و الإسلامي من خلال شخصيات عربية و تظهر أبطال حقيقين، مثل ما اشتهرت بعض الأفلام التي توّجت شخصيات عربية و إسلامية بارزة ، و مثال على ذلك، فيلم _ علي _ و يبرز حياة بطل الملاكمة، النجم المسلم محمد علي كلاي، قبل و بعد اعتناقه الإسلام و صراعه مع العنصرية في بلده و كيف اعتزّ بدينه و مجتمعه، و مثل ذلك، فيلم _ أسد الصحراء _ و يعرض بطولات المناضل الليبي الشهير عمر المختار في زمن الاحتلال الإيطالي، و أيضاً لا ننسى أشهر الأفلام الهوليودية و هو فيلم _ مملكة الجنة _ بتتويجه شخصية صلاح الدين الأيوبي .
فإلى متى سننتظر من الغرب عرض قصصنا المحلية في الفن السابع ؟
و إلى متى سنظل تحت رحمة قصصهم “الغريبة” لعدم جودة البديل العربي المنافس ؟
و إلى متى نعتقد أن المشاهد العربي لا يدرك بحقيقة تقليد العرب لمحتوى بعض الأفلام الغربية ؟