رسالة اعتذار .. بقلم / وفاء بنت إبراهيم باعشن

مع اقتراب السنة الهجرية الجديدة، و دعواتنا الصادقة للدخول على أبواب عام ١٤٤٥ و الأمة العربية و الإسلامية بخير و سلام، نجد هناك أشخاص يجدّدون العهود السنوية بكامل الحماس و النشاط الموعود للاستفادة القصوى من عام مليئ بالأهداف و الأحلام و الإنجازات الشخصية، و من جهة أخرى، نجد هناك أشخاص يحملون فوق أكتافهم هموم و عبء السنة الماضية معهم، و كأن الكون يقتصد تعذيبهم في كل سنة من حياتهم المليئة بالمتاعب، و هكذا يقبل عام وراء عام و الأهداف و الأحلام ما زالت على رفوف القائمة المنتظرة لتحقيقها بقدرة قادر، و دون وجود سعي حقيقي خلف الأرزاق بشتى الطرق و الوسائل المتاحة، و لا نستغرب انتشار روح الفكاهة في المجتمع عند جهرهم بالمقولات الدارجة عند التسويف و التماطل مثل : ” عادت حليمة لعادتها القديمة ” أو ” عاد بخفي حنين “، و غيرها من الجمل الناكرة لتقدير الذات، و ذلك لإعفاء النفس عن المحاسبة في ضياع أيام حياته و هو يجلس مكتوف الأيدي، أو فقط يقوم بتحريك أصابعه بالساعات لمشاهدة مقاطع ساخرة رائجة على مواقع التواصل الاجتماعية كمنفذ مغري للترفيه الغير محدود حتى الإدمان، أو على سبيل المثال يقوم بتضييع الوقت القيّم في ما يُسمى بهواية التسوق و شراء آخر الصيحات و المنتجات، و التفاخر بالمعرفة السوقية الغير مفيدة، و امتلاكه ما تشتهيه الأنفس كمتعة مؤقتة، و لكن وجب التوضيح بأن أول خطوة مهمة لاستقبال العام الجديد يُفضّل أن يبدأه الشخص برسالة اعتذار موجهة لنفسه قبل الآخرين، فلا أحد يعلم متى تنتهي رسالته في هذه الحياة الممتعة و المليئة بالمفاجأت و الأخبار السعيدة، و لا أحد يعلم هل مقدّر له رؤية العام الجديد مع أحبابه و أهله و أصدقائه، و من تجربتي الشخصية أجزم القول أنني تألمت لعدم حل سوء التفاهم و عدم مسامحتي لبعض الأشخاص في الوقت الذي لم يبدوا أبدا مناسباً للمواجهة حتى وافتهم المنية أو ابتعدت المسافات و الدروب بيننا، و كان ذلك خوفاً من تلقي المزيد من الصدمات، و حتى أستطيع أن أحرس نوري بكل ما أوتيت من قوة وقتها، إلى أن علمت فوائد المسامحة و طلب الغفران على حياتي، فكل شخص يقترب في حياتك هو بمثابة رسالة للتعلم و التطور، و كل شخص أساء إليك هو مرسل لك حتى يتم تعليمك و إيقاظك من غفوتك بالطريقة القاسية، و أيضاً لرفع وعيك بما يدور حولك، فيجب أن تسامح نفسك للسماح بوجود هؤلاء الأشخاص على هيئة دروس في عالمك الخاص

و أرجو أن يتأمل كل شخص  ذكرياته بعمق في السنة الماضية، و يشكر من سخر ما في السماوات و الأرض و جنوده له، و يقوم كل شخص بسؤال نفسه لِمن سيوجّه له رسالة اعتذار، و يبدأ بفتح صفحة جديدة بيضاء من خربشات الماضي لكتابة ذكريات عامه الجديد، و من ذلك القوي العاقل الذي سيتكرّم بإعطاء فرص أخرى لإحداث التغيير و لتهدئة النفوس و إزالة الحدود

  • دمتم من ذوي القلوب الكبيرة و العاقلة

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *