في خافقيَ تجلَّت نفحة الطين
وصارتِ الروحُ حيرى من تآبيني
ألومُ حزني على نفسي التي نبذتْ
أفواهَ حظي وآوتْني إلى جِينِ
ملامحي قد غدتْ في وجنتي سُنَنا
يرتادُها الحزنُ بين الحينِ والحين
يجتاحُني ألمُ الذكرى وتعصفُ بي
وساوسٌ ألجمتْ صمتي..عناويني
هـل هذه أدمعٌ شقَّـتْ طرائقَها
أم أنها أججتْ ناري لتَكْويني؟!
في بَـوحِها لغةٌ استعْذَبَتْ حُلَكًا
من الظلامِ الذي بالحب يُغريني
أذوبُ عِشْقًالألقى خلف أجنحتي
مـفـاوزَ الـظـلِّ بالأفــياءِ تُلهيني
الغصنُ يَذْكرُ ما قد كان يجمعُنا
وعُـشُّنا من رَذاذِ الطَّـلِ يحويني
غرامُنا قـد تشظَّى تحت نخلتِنا
وعذقُـها شامخٌ نحوي ليُبْقيني
وبي هُيامٌ وآهاتٌ قــد ارتسمتْ
على شفاهِ الهوى كيما تواسيني
ماذا جَنيتُ لتبقى وحدتي عَلَمًا
تُجَاذبُ البِيدَ إكراهًا لتقصيني؟!
لـكـنَّها رحـلـتْ لـلتـيه يـأسرُها
شوقُ المحبينَ…نَفْثَاتُ الشياطين
لم تلتفتْ لِلظَى في داخلي حُرَقا
تُؤججُ النار في أعلى براكيني
بحثتُ في تيهيَ المغبونِ مرتشفًا
ماءَ الصباباتِ من عينيَ يَسقِيني
بللتُ ثَغْرًا تهادى نحو مَبسمِها
فأومأتْ أسْقِني شَهدَ البساتين
أنا لَكَ الْيَوْمَ مِنْ رأسي إلى قدمي
فـلتـتـقِ اللهَ فـي عِـشقِ المـجـانين