جدة – موقع نجمة السعودية
__________________________
أصدر النادي الأدبي الثقافي في جدة كتاب بعنوان (شِعْرُ الأَسْرِ بَيْنَ أَبِي فِرَاسٍ الْحَمْدَانِي، وَالْمُعْتَمِدِ بْنِ عَبَّاد دراسة موازنة) للمؤلف الدكتور عبدالرحمن بن رجاءالله السلمي .وبين الدكتور السلمي في مقدمة كتابة انه تناول في بحثٌه ما اشتركا فِيهِ من أغراض الشعر، وما انفردَ بِهِ كُلٌّ منهما؛ كما تناول مَضَامِين هذا الشعر وطرائق التعبير والتصوير عند كلٍّ منهما في صورةِ موازنة لَمْ أقتصر فيها على رصد الظاهرة فقط، وإنَّما تجاوزت ذَلِكَ إلى سَبْرِ أغوارِ شعرهما الأسريّ؛ فأومأتُ إلى أوجهِ الاتّفاق والاختلاف، ومناحي القوَّة والقصور؛ وما أشبهَ ذَلِكَ، ووقفت من خلالِها على الجوانبِ الإنسانية لهذه التجربةِ وأبعادها النفسية والأسباب الخفية الَّتِي حرَّضت قريحة كُلّ من الشاعرَين على تجسيم معاناتِهما في صورةٍ شعريةٍ، وهما يعيشان حالةَ أسْرٍ وتغييب.والموازنةُ الأدَبيةُ تشكّل جانباً هامّاً من جوانب الدرس الأدبي الَّذِي يثري البحث، ويملؤه جِدَّةً وحيوية، وَذَلِكَ أنَّ أقوى ما ينَمِّي الحاسَّة الفنية ويفتق الذهن ويدرّب الفكر فنّ الموازَنات الَّتِي تعدّ «ضرباً من ضروبِ النقد، يتميَّزُ بِهَا الرديء من الجيد، وتظهر بِهَا وجوهُ القوَّةِ والضعف»(1).والموازنةُ ليست أمراً هيِّناً ؛ فهي تتطلَّبُ «قوَّةً في الأدب، والموازنةُ الأدبية برغم ما لها من فوائد كثيرة نجد فيها صعوبات كبيرة ومخاطر جمَّة.
وقال السلمي كَانَ تركيزي في البحث – غالباً – على تناول الموضوعات المشتركة، وَذَلِكَ أنَّ الموازنة بين الشاعرَين تكونُ أكثر وضوحاً وأشدَّ بياناً عندما يتواردُ الشاعِران على غرضٍ من الأغْراض، وهي مَعَ ذَلِكَ أيسر خطْباً من الموازنة بين المعنيَين المختلِفَين، والغرضَين المتبايِنَين. وفي ضوءِ هذا المنهج حاولتُ جاهداً أن أحيا مَعَ الشاعرين في شعرِهما الأسري بقدر ما أوتيتُ من قدرةٍ على فهمِ الشعر ونقده، وآليتُ على نفسي أن ألتزمَ الموضوعيَّةَ والحِياد وأتجرَّدَ من الخضوع للعواطف والميول، والبعد عن الانسياق وراء الأسماء المشهورة.
ومن الموضوعية أن يكونَ اهتمامُ الناقد الموازِن بالنصِّ الأدبي دونَ قائله إِلاَّ بقدْرِ ما يُضيءُ لَهُ سبْرَ أغواره واستكناه مضمونه، وأن يكونَ تعامُله مَعَ نِتاجِ المشاهير الأدَبِيّ على نفسِ درجة تعامُله مَعَ نتاجِ غير المشهورين.
وقال السلمي كما اعتمدتُ في هذا البحث على المصادر القديمة الَّتِي تناولَت حياةَ الشاعِرَين، وشعرهما؛ مَعَ الإفادةِ من المراجع والدراسات الحديثة، وأمَّا ما يتعلَّقُ بالدراسةِ الفنيَّة فقد كَانَ للمصادر النقدِيَّة دورُها المثْرِي في معالجةِ بعضِ الأفكار الَّتِي أثارَها البحث سواءٌ في ذَلِكَ القديم منها أو الحديث، وقد أثبتُّ كُلَّ ذَلِكَ في موضعه.وقد قمتُ في هذا البحث بعزوِ الآياتِ القرآنية الواردةِ بذِكْرِ أرقامِها وأسماءِ سورِها، وكتابتها بالرسم العثماني، وأشرتُ عند ذِكرِ الأحاديث إلى مصادرها ومظانّها من كتبِ الحديث ، كما قمتُ بعزوِ الأبياتِ الشعريَّةِ إلى مصادرها وضبطها ضبطاً دقيقاً؛ مَعَ شرح غريب الألفاظ الَّتِي يشكل أمرها، كما قمتُ بالتعريف بالأعلام غير المشهورين.