جدة – موقع نجمة السعودية
_________________________
اختتم ملتقى قراءة النص 17، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “الأدب العربي وفضاءات المثاقفة”، جلساته بالجلسة الخامسة.
ففي ورقته المعنونة بـ”التثاقفُ المعجميُّ الرسائليُّ في التراثِ العربيِّ”، ذهب الدكتور فهد بن سالم المغلوث، إلى دراسة أشكال التثاقف الذاتي عند الصاحب بن عبَّاد من المحيطِ في اللُّغةِ إلى الرسائلِ، كاشفًا في ثناياها عن جذورِ المثاقفهِ الذاتيةِ في التراثِ العربيِّ، وأشكالِ هذه المثاقفةِ، ووصفِها في السردِ العربيِّ القديمِ، مستجليًا كذلك المقصود بالمثاقفة الذاتية في السرد العربي القديم، وجذورها، وأشكالها، ومكانة معجم المحيط في اللّغة بين المعاجم العربيّة، وأهمية كتاب الرسائلِ في التراثِ العربيّ، فضلا عن بحث موضوع المثاقفة الأسلوبيّة، والمثاقفة المعجميّة، والمثاقفة الإقناعية الحجاجيَّة.
الدكتور سعد بن سعيد الرفاعي شارك في الجلسة الختامية ببحث “من الثقافة إلى المثاقفة (ذاكرة المصطلح)”، هدف من خلاله إلى تتبع التمرحل المفاهيمي للمصطلح من الثقافة مرورا بالتثاقف ووصولا إلى المثاقفة؛ باحثًا في الجذور اللغوية والتراثية للمصطلح، ومستعرضًا مرحلة نشوء المصطلح من خلال الدراسات الأنثربولوجية والدراسات السيسيولوجية، كما عرض آراء المدرستين الأمريكية والبريطانية، وآراء جملة من المفكرين والعلماء مثل روجي باستيد ودنيس كوش ودي كوستر وعزالدين المناصرة ومحمد مفتاح وعبدالمجيد مزيان ومحمد برادة، وغيرهم، وكما تناول في ورقته المصطلحات ذات الصلة بنشأة مصطلح المثاقفة مثل (الاندماج الثقافي، الانفصال الثقافي، التماثل الثقافي، التغير الثقافي، الاستيعاب الثقافي، الانتشار الثقافي، التعددية الثقافية، الانثقاف، التداخل الثقافي، التثاقف المضاد) مسلطًا الضوء على تمظهرات المثاقفات وأشكالها.
وتضع الباحثة إيمان بنت أحمد العوفي، الشاعر ذو الرمة نموذجًا في بحثها “تلقّي النّظرية الشّفاهيّة عند حسن البنّا عزّالدين، حيث ترى أن النظرية الشفاهية تعكس طبيعة الثقافة الأولى للأدب، تلك الثقافة المتمثلة في الإنشاء العام الذي يعمد إلى الحضور المكاني والنّصي، حيث يتيح للشاعر استمرارية القول ضمن وعي عام وداخل إطار لغويّ جمعيّ، تكون مرجعيته المنظومة الشفهية التي يدعمها المجتمع داخل ثقافة جمعية عامّة، وتترتب أشكاله من خلال الصيغ، والإيقاع، هاتان السمتان اللتان تنبّه إليهما ميلمان باري في دراساته، واكتشف من خلالها النظرية الشفاهية .
وتمضي الورقة في دراسة تداعيات النظرية، وأشكال حضورها عبر الثقافة الشعرية العربية في نموذجها القديم، والكشف عن خصوصية التطبيق في وعي النّاقد من خلال (5) محاور، تتمثل في: الوعي بالأداة، ومقاربة النمط، والإنشاء وصورة النقل، وصناعة النص الجديد،
وأخيرًا تحليل النموذج المزدوج .وفي بحثه الموسوم بـ”المثاقفة النقدية”، يتخذ الدكتور محمد بن أحمد الخضير من أبوالحسن حازم القرطاجني أنموذجًا مشيرًا إلى أن الحديث المثقافة النقدية عند القرطاجني تنطلق أولاً من الفلاسفة المسلمين، مثل الكندي، والفارابي، ابن سينا، وابن رشد، مؤكدًا تأثرهم بهم تأثرًا عميقًا ظهر في طرائق فكره وأسلوب تعبيره، ثم جاءت المرحلة الثانية وتأثر بالنقاد العرب المتفلسفين من أمثال قدامة بن جعفر، وابن وهب الكاتب، كما نهل من الفلسفة والثقافة اليونانية أيضًا.