سبحانَ من
جعلَ الدوحاتِ عارضةً
يضمها السهلُ في الأحلامِ والجبلُ
من أرسل
الغيمَ للأزهارِ ترشفهُ
وحوله الشيح كم تاقتْ لهُ المقلُ
من أبدع النبعَ
فوقَ النبعِ متكئًا
والسوسبان بلا زهرٍ له أجلُ
حسناءُ ترفلُ
في بُردِ الشبابِ وإن
زهتْ تراقصَ فيها الحِلُّ والأسلُ
تلك البُجيراءُ
بين المضِ سارحةً
والأيبدُ السعدُ كالأنغام يكتملُ
وتلكم الضبرةُ
الشماءُ في شممٍ
والرُقعُ بالشروةِ الخضراءِ يشتملُ
كم يرقصُ الريحُ
في الروضاتِ منبهرًا
ويشرقُ الحبُ والإبداعُ والأملُ
والنورُ أضفى
على الوديانِ مبتهجًا
فيها أغنٌ لطيفُ الظلِ يبتهلُ
والطيرُ غنّى
ودوحُ الأيكِ مُنتعشٌ
والفلُ من شَذوهِ في الجوِ ينتقلُ
خمائلُ الغيثِ
تبكي من مودتها
فتسكبُ القطرَ والبراقُ يشتعلُ
يسقي
رياضهم من مُزنِ غاديةٍ
فيشربُ السهلُ والأطلال والجبلُ
يا باقةَ الحسنِ
والأعطارُ ضافيةٌ
يشوقني الغيلُ والمقيالُ والحُللُ
في واحةٍ من
رياضٍ الأنسِ وارفةٍ
تُبدي لنا من جمالِ الروضِ تنْسدِلُ
حول العبادلِ
تسري النفسُ مترفةً
وفي سلا ديمةٌ تختالُ تحتفلُ
والغيمُ يهفو
لغصنٍ كي يقبلهُ
وليس يُثنيهِ عن لثمهِ وجلُ
ما أجملَ
الصبحَ والأغصانُ مائلةٌ
يطيبُ فيها الغنا واللحنُ والقبلُ
يا سكرةَ السدرِ
والكتّادِ مُلهمتي
كم في مآقيكِ ذابَ القومُ بل ثملِوا
قد جردَ النحلُ
سيفًا من عرائسهِ
تبدي لنا واحةً من زهرها عسلُ
تزدادُ أجباحهُ
شهدًا ومكرمةً
ما أن تجِفَ سقاها زادها بللُ
وادي الجمالِ
به الأطيارُ سابحةٌ
يحفها النورُ والأزهارُ والقُللُ
وادي الورودِ
به الأزهارُ مترعةُ
ونرجسٌ ألِقٌ بالحسنِ يكتملُ
من أبيضٍ ناصعٍ
مع أحمرٍ بهجٍ
في أخضرِ العودِ ريانٌ ويشتملُ
سرتْ بهامتها
للعاشقين لها
فاستبشر الناسُ بالأجواءٍ وارتحلوا
قد أشرقتْ
بهم أيّامَ سكرتِهم
من نورها سُرجٌ عشقًا لها انتقلوا
واللحنُ رددَ
في الأفياءِ قاطبةٍ
كم هزني النخلُ والحصارُ والأثلُ.