عمر شيخ – مكة المكرمة .
_______________________
يتم إجراء عمليات زرع الأعضاء للمرضى عندما تعجز تلك الأعضاء بشكلٍ نهائي عن تنفيذ وظائفها الحيوية ، إلى جانب حالات الخلل الوراثي للأعضاء في حال لم تتمكن الأدوية من إيقاف معاناة المرضى , وتعطي هذه العمليات للمرضى طوقاً للنجاة وفرصةً للعودة لحياتهم الطبيعية , و عادةً ما يلجأ الأطباء لهذا النوع من العمليات كإجراءٍ أخير عند استنفاذ كافة الحلول الأخرى .
و تتطلب عملية زرع الأعضاء قيام شخصٍ معافى ( المُتبرع ) بالتبرع بأحد أعضائه ليتم زرعه في جسد المريض ( المُتلقي ) ليكون بديلاً للعضو الذي توقف عن أداء وظائفه .
و تشمل عمليات زرع الأعضاء الكلى و الكبد و القلب و الرئة و القرنية و البنكرياس و الرُغامى و النُسًج و غيرها .
و عادةً ما يتم التبرع بالأعضاء من أجساد أشخاص متوفين بناءً على رغبتهم ، إلا أنِّ السنوات الأخيرة شهدت تزايُد وتيرة التبرع بالأعضاء من أشخاص على قيد الحياة عندما يكون ذلك ممكناً و لا يشكل خطراً على صحتهم .
و ضمن عملية تبرع الأحياء بأعضائهم ، هناك ما يسمى بفئة التبرع غير المباشر ، و هو تعبير يتم استخدامه لتصنيف المتبرعين بالأعضاء الذين لا يختارون المتلقي ، و لكن تم اختيارهم لتلبية المتطلبات الطبية المحددة لمريض معين ،
و قد يختار المريض والمتبرع الإجتماع بعد العملية ، أو قد يرفضان ذلك ، و في حال اختارا رؤية بعضهما البعض ، فيجب على مركز زراعة الأعضاء المعني أن يسمح بالمقابلة أولاً قبل أن تتم .
و تُعتبر زراعة الأعضاء عمليةً في غاية الدقة و التعقيد ، فليس من السهل العثور على متبرع تتوافق طبيعة أعضائه مع جسد المُتلقي ؛ لذلك يجب أن يتحلى المرضى بالصبر و العزيمةو الإصرار ، و بعد العثور على المتبرع المناسب ، يخضع كلٌ من المتبرع و المتلقي لسلسلةٍ من الإجراءات المتعلقة بالصحة الجسدية و النفسية , و بعد العملية يصف الأطباء الأدوية التي يجب على المريض تناولها لفترةٍ من الوقت بهدف تعزيز التوافق بين جسمه و العضو الذي تمَّت زراعته و المساعدة في منع الجسم من رفض العضو الذي تمَّتْ زراعته .
و يجب على المرضى مُراجعة الأطباء بصورةٍ مستمرة لتقييم حالتهم الصحية , و تتراوح فترة تعافي المرضى بعد هذا النوع من العمليات بين شهرين و ثلاثة أشهر ، و غالباً ما تشهد حالتهم الصحية تحسناً ملحوظاً من جميع النواحي الجسدية و النفسية و يصبحون أكثر قُدرةً على ممارسة حياتهم الطبيعية .
و يشكل زرع الأعضاء طوق النجاة الذي يُنقذ حياة الكثيرين، و يَعكسُ التبرع بالأعضاء أسمى و أنبل القيم الإنسانية و الأخلاقية و يساهم المتبرعون بالأعضاء في انقاذ حياة الآخرين و منحهم الأمل بالعودة لممارسة حياتهم الطبيعية ، فضلاً عن تلبية الحاجة المتنامية لزراعة الأعضاء ، من خلال تضحياتهم و توفير الأمل لمزيد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة .
و يعتبر شهر يوليو من عام 2016 تاريخاً مفصلياً في مسيرة ” مجموعة مستشفيات السعودي الألماني ” ، حيث نجح طاقم الأخصائيين في مستشفى السعودي الألماني بجدة بإجراء أول عملية زرع أعضاء من متبرع على قيد الحياة ، فكانت المستشفى أول مستشفى خاص معتمد يسمح له بإجراء عمليات زراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية .
وفي ديسمبر 2017 ، تمكَّن قسم طب الكلى وزرع الأعضاء بالمستشفى السعودي الألماني بجدة من إجراء أول عملية زرع كلى ، في حين يعدّ ” السعودي الألماني ” في المنطقة الغربية من المملكة وجهة الرعاية الصحية الوحيدة في القطاع الخاص التي تُجري عمليات زراعة الكبد
و شكلت تلك العمليات خطواتٍ سباقة في تاريخ المملكة التي تطبق قوانين صارمة بشأن عمليات زراعة الأعضاء ، حيث يجب على جميع المراكز الصحية التي تقوم بهذا الإجراء الطبي استيفاء المتطلبات والضوابط التي يشترطها ” المركز السعودي لزراعة الأعضاء ” ، الذي يُعتبر الجهة المرجعية في زراعة الأعضاء محلياً و إقليميا ً.
و تمكَّنت مجموعة مستشفيات السعودي الألماني ، بفضل تميُّزها في ميدان زرع الأعضاء ، من الحصول على الإعتماد المؤسسي الذي يُصدره المركز السعودي لزراعة الأعضاء و تُعتبر المجموعة اليوم رائدةً في مختلف التخصصات الطبية لا سيما زراعة الكبد و الكلى .