عندما تصل تفاهة المسلسلات للقمة بقلم / غادة طنطاوي

غادة طنطاوي – موقع نجمة السعودية

_____________________________________

(ستليتو)، مسلسل سخيف للغاية، ولن أبالغ إن قلت أنه نسخ ولصق عن حلقات مسلسل تركي الأصل، بعنوان جرائم صغيرة (ufak tefek cinayetler). بدءًا من أغنية المسلسل، الحوار التافه، وصولًا إلى التمثيل السئ للغاية.

عنوان المسلسل (stiletto)  يشير إلى كلمة من أصلٍ تركي، معناها حد رفيع ذو طرف مدبب، والذي غالبًا ما يرمز إلى كعبٍ عالٍ لحذاء سيدة، أو نصل خنجرٍ رفيع، وحتى الآن لم أفهم سبب تسمية مسلسل عربي بإسمٍ أجنبي..؟؟ كأن اللغة العربية قاصرة عن التعبير وهي غنية بمفرداتها ومعانيها.

قد يعتبر البعض النسخة التركية كوميديا سوداء، لأنها تحكي واقع مجتمعهم، ولكنه إفلاسٌ درامي عربي، إن دل على شئ، دل على جهل الإنتاج وفشل كاتب السيناريو والحوار حتى مع انفتاح العولمة السافر.

والكارثة الكبرى تكمن في كم الطاقة السلبية التي تعززها أحداث المسلسل، قتل، خيانة، مكائد، نميمة، كذب وتنمر.,حتى على صعيد الأزياء، ملابس قصيرة، مفتوحة، عارية الكتف، اكسسوارات مبالغ فيها، مشاهد استحمام لأجسادٍ نصف عارية، ومساحيق تجميل تنم عن جهل المخرج بالواقع الذي نعيشه..!!

وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ سترى زوجًا يحتسي الخمر في وضح النهار، وكأن شرب الخمر بات أمرًا مقبولًا، بغض النظر عن حرمانيته القاطعة، شخصية مثلية الجنس لرجلٍ يعمل سكرتيرًا لطبيبة، من المفترض أن تكون شخصية مرموقة في المجتمع، وكأن المثلية الجنسية أصبحت واقعًا مفروضًا علينا تقبله..!! علاقات غير شرعية عديدة لتعزيز مبدأ المساكنة بالحرام علنًا، تبعًا لمفهوم الحرية الفردية والإنفتاح السائد..!! مساحيق تجميل ورموش اصطناعية في مشاهد لسيدات يرتدين أروابًا، خرجن للتو من الحمام..!! قبلات، أحضان وتلميحات غريبة، والقائمة تطول.

لم أكن يومًا ضد نقل نسخةً عربيةً عن بعض الأفلام أو المسلسلات الأجنبية إن كان محتواها هادف وليس هادم..!!, مجموعة من النساء يعانون أزمة سن اليأس أو أزمة منتصف العمر، حركات صبيانية لم تعد تفعلها حتى المراهقات..!!

ما شاء الله لقد قمنا بحل جميع مشاكلنا، قضينا على الجهل والمجاعة، أوقفنا الحروب، نجحنا في إيجاد حل مناسب للقضاء على مشكلة الإحتباس الحراري والآن نفكر في القضاء على الأجيال..!! نسكت عن الحق إماتةً له ونحي الباطلَ علنًا. انتبه..!! إنهم يهدونك نعشًا لأسرتك فلا تساعدهم في دق آخر مساميره.. رجاءً تحدثوا وأوقفوا تلك المهزلة.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *