“فالزمن كفيل” بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

هناك مواقف يومية أواجهها، و أشعر بالشفقة الصامتة، و أنا اتأمل ما وصلنا عليه من حال، و قد كنت مذنبة أيضاً لفترة من حياتي لقيامي ببعض هذه التجاوزات الغير مقبولة أخلاقياً.,و لهذا، أردت طرح تساؤلات بقلمي قد أجد لها إجابات شافية.

  • كم عدد ساعات العمل التي تفرضها عقود الكفالة لمدبرات المنازل، أو بالأحرى “خادمات” المنازل؟.. و هل يتم التكفل بهم بالمعنى الأصح لتعريف الكفالة؟.., و هل يتم توفير احتياجاتهم، و التحدث معهم بمساواة؟ أم يتم فرض الدكتاتورية، و المعاملة الدونية، و التحدث بالطبقية معهم؟
  • هل يتم أخذ الأذن من الخادمات قبل نشر صورهم بمواقع التواصل الاجتماعي لعائلة الكفيل، أو يكون تحصيل حاصل لمسمى تحت الكفالة؟
  • و هل يتم تفسيحهم، و دمجهم مع العائلة في السراء و ليس فقط بالضراء؟
  • و هل عليها صنع الطعام بمنتصف الليل فقط لأن أحد أفراد العائلة يشعر بالجوع في وقت راحتها؟! 

فمن أعطاكم الحق في الصراخ على الخدم، و تهديدهم بالرحيل اللا إنساني؟ فقط لأنهم يجنون مال أقل..! فليتذكر كل شخص أنت أيضاً مملوك صغير في هذا الكون، و لست ملكاً على الأرض كما يوهم عقلك.

كان هناك رجل أعمال و تاجر ثري، و يكنّ لصديقتي كل الحب و الاحترام، لكن عندما رأته كيف يفرض شخصيته الدكتاتورية على من لا حول لهم و لا قوة من الخدم، قامت على الفور بعمل الحظر له من حياتها كلها.

و كيف لها توقّع الطيبة و الخير من هذه الشخصية، و تسميته بشريك حياتها، و هو لم يوفّق بحسن التعامل مع من هم أقل منه، و أفضّل تسمية هؤلاء الأشخاص بالسادة المنافقة. فالدين معاملة و ليست مفاخرة! , لهذا قررت أن لا أؤتمن لأي شخص يرفض الجلوس مع الخدم أو يستمر بالشكاوي ضدهم كرمز للعنصرية، و تشجيع للطبقية، و هو مخالف لتعاليم ديننا الحنيف الذي يروى حديث عنه: (فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ ؛ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) , وقال أنس خادم رسول الله في رواية له: «خدمت الرسول عليه السلام فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا شيء تركته لم تركته» , و كما قال عليه السلام: «هل تنصرون و ترزقون إلا بضعفائكم»

و في نظري أن أول سؤال يجب أن تطرحه الفتاة لأي مملوك صغير بالدنيا يتقدّم لخطبتها هو” كم خادمة لدى الخطيب يتكفّل برعايتها، و يحسن مثواها؟ “، لأنه سيصبح “كفيلها الجديد”! إن أجزمت القول، و إن لم يحسن معاملة من تحت كفالته، فهو ليس أهلاً ليتكفل بحياة أي امرأة يملكها بحق المهر.

فلا تجعلني أضحك على حالك عندما تقول إنك كفيلها بكل فخر، فلست أهلاً للكفالة بعد، إن عرفت معناه الحقيقي فقط. , و إن تأملتم ما أعظم لقب خادم الحرمين الشريفين، فلِما لا نعظّم تعريف، و قيمة الخدمة المتوفرة قبل فوات الآوان.

 _كل الحب والتقدير والاحترام من خادمة نفسي، و ديني، و أجيال المستقبل_.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *