فليتنافس المتنافسون بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

 

التنافس الوحيد الذي يجب على الفرد الإقدام عليه هو المنافسة في الخير والمسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى ما يُرضي الله سبحانه وتعالى، والبُعد عمَّا يُسخط الله، وتشجيع الناس على تقديم العمل الصالح، الذي يوصلهم يوم القيامة إلى أعلى الدرجات.

و يجب أن لا يكون التنافس لعب نفسي بين النفوس على مطامع شخصية أو تنافس في إنفاق الأموال على الأمور الدنيوية التي تكون مُتعتها مؤقتة , ومن يريد منافستك على هذه الدنيا، أتركها لهم. وإن نافسوك على الآخرة، فكن أنت أسبقهم فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب. أما الإنجازات الشخصية والمهنية لا يمكن أن تكون في موضع التنافس بين الناس لأنه تحصيل حاصل لنسبة السعي الذي يعمله الفرد للوصول إلى هدفه، وصفاء النية التي تكمن خلف هذه النجاحات، وكلنا سنقطف ثمار أعمالنا يوماً ما فلماذا الشعور بالخذلان من الجهد المبذول والإحساس بعدم وجود الفرص الكافية؟!

 

إن الفرص دائماً تأتي لكن الذي يفوز بها ويستفيد، هو الذي يكون مستعداً لاستغلال هذه الفرص بالطريقة الصحيحة. و يجب على الساعي بلوغ الهدف مع استمرار التدرب على المجازفة وتخطي الحواجز النفسية قبل الاجتماعية. فكل ما يقف عائق أمام الأحلام، هو تحدي وهمي تم صنعه داخل سجون فكرية من وحي خيال العقل المتردد.

 

ومع استمرار تسلق سلم النجاح، تأتي ثمار الشهرة التي يتم قطفها دون معرفة الساعي بحلاوتها و مرارتها إلا عند التجربة. إن الشهرة جميلة ومغرية جداً لكن عندما تكون لعمل الفرد ولا تكون موجهة لشهرة غوغائية وتتعرض لحياة الفرد الخاصة به. فعلى الفرد التحكم من نوعية الشهرة التي يطلب ويسعى لها.

 

لا ضرر من إعجاب الأشخاص، لكن هناك حدود أخلاقية يجب عدم تخطيها والحرص على القيم الإسلامية في زمن كثرت بها الفتن والمصالح الفاسدة. قلة تستطيع تفهم هذا الفضول، لكنه قد لا يكون دائماً يناسب أهداف الفرد و ليست في قائمة طلباته لاستمرار إنجازاته. فمن السهل جداً جذب نسبة المتابعين في المنصات الاجتماعية، لكن لنقف و نسأل كل من يتنافس للحصول على التقدير بكل الطرق السوية والملتوية منها و نتسائل مع الباحثون للشهرة، هل الهدف قرّاء حقيقيون ومستمعون ينصتون ؟!.. أم الهدف إضافة متابعين فقط للإعجاب بيومياتنا على المواقع الاجتماعية ؟ !.. , فهل نريد معجبين لنجاحاتنا ولأعمالنا المبدعة أو لذواتنا المجتهدة لإثبات جدارتها؟

يجب رفض أن نكون من تجار بائعوا الوهم بشراء وترويج متابعين وهميين , الجميع سينال ما يريده في الوقت الذي يكون هو مستعد له قلباً و قالباً , وقوله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )

 فإن أكرمكم أيها الناس عند ربكم، أشدّكم اتقاء له بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، لا أعظمكم بيتاً ولا أكثركم عشيرة. فالله سبحانه فاضل بين الناس بالتقوى، والتقوى هي التي يكون لها الأثر بعد ذلك في تزكية النفوس وحسن الخلق. فغاية الفرد يجب أن تكون الإصلاح و خدمة مجتمعه، دون الالتفات إلى غنائم إنجازاته كثيراً. و ان يتسارع و يأخذ الساعي بأيدي الآخرين نحو النور وفعل الخير الذي لا تحصى فضله في حياته قبل آخرته.

  • دمتم متنافسين بتقوى الله

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *