فن اتخاذ القرار بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

الحياة عبارة عن آلة فنية يجيد استخدامها فقط من تعلم أبجدياتها و يلعب بأوتار نغماتها لخلق سيمفونية عظيمة لحياته. بعض الأشخاص مستمرين في إلقاء اللوم على حياتهم و على الدنيا الظالمة فقط نحوهم، و تبدو ميسرة لغيرهم، و لا يعلمون كيف يعيشون حياتهم دون الشعور بمشاعر سوداوية في كل جوانب لحظاتهم بالماضي و الحاضر و أيضاً بالمستقبل المجهول، و من الأسباب التي تؤدي إلى انهيار سبل السلام و السعادة في حياة بعض الأشخاص هي عدم معرفتهم كيفية استخدام فن اتخاذ القرارات، و عدم وجود أجوبة واضحة عند وقوفهم للاختيار في اللحظات المصيرية، و يدل ذلك على تهرب الشخص من المسائلة، و التسويف في أصغر أمور و مسائل حياته

إن فن اتخاذ القرار يجب تعلمه منذ الصغر، و لا يجب فرض رغبات و قرارات الكبار على الأطفال في الأمور الصغيرة دائماً و يجب أن يعتاد الطفل من مرحلة مبكرة كيف يتخذ القرار في حياته، دون تأنيبه عندما لا يجني ثمار قراراته، حتى يأتي اليوم الذي يكون فيه صانع القرار باحترافية.

  • نرى كيف تتعامل بعض الشخصيات في المواقف التي يطلب منها اتخاذ القرار،

فهناك الشخصية الدكتاتورية التي تقرر بكل ثقة لحياتها و لمصير حياة جميع من حولها دون الرجوع إليهم تشاورهم و تطلب رأيهم، و هناك الشخصية الخاضعة التي تنتظر من يفرض عليها قراراته حتى لا تقف و تتحاسب عند حصول أي رفض من قبل الحياة لتتبعات هذا القرار الخاطئ، و هناك الشخصية النكدية التي تتخذ جميع القرارات دون الشعور بالرضا و تحاسب الآخرين لجعلها تقف تقرر حياتها، و ترى أنها غير مسؤولة لو أخطئت القرار و الحياة هي التي لا تريدها أن تنجح و تسعد، و تتخذ الشخصية المسالمة قرارها بطريقة درامية نوعاً ما عندما تضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتها الخاصة، و هكذا يسلب حقها بالاختيار و أخذ القرار، و يتم التدخل في أمور حياتها حتى يأتي ذلك اليوم و تنفجر بلهيب الغيظ، أو تصاب بالمرض، و هناك الشخصية المتفائلة و تفكيرها الإيجابي وقت اتخاذ أي قرار لمعرفتها أن كل قرار تتخذه بمفردها هي تجربة للتعلم و التطور في حياتها، و لا أحد مسؤول عن قرارها غيرها وحدها.

هذا الفن في صناعة القرار يتم دعمه في الدول الأجنبية، و نلاحظ انبهارنا عندما نرى تنوع، و تفوق بفنون اتخاذ القرارات المصيرية في حياة من تفنن بإدارة حياته و نتجت بسبب هذا القرار الفني لحن جديد عظيم، فهل سيتم الأخذ بهذا الفن الأصيل و يتم تطبيق مناهجه بحياتنا أو يُعاب كل من تجرأ و اتخذ القرار في حياته ؟

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *