الخرج – منى السعيدي
الثلاثاء / ٢٢ / ٧ / ١٤٤١هـ
________________________
صَلُّوا بِهَونٍ في الرِّحالِ وكَـــبِّرُوا
واللَّيلُ ناشِئةُ القِــــيامِ فَشَـمِّرُوا
بَكَتِ المآذنُ والحـــنينُ يَضُمُّهَا
جَادَتْ بِدَمْـــعٍ غَارِقٍ تَتَعـَــــذَّرُ
خَمْسٌ تُعَانٍقُ صَــوتَها وحنينَها
للرَّاكـِــعٍين ولاسِــــواهُم أجْدَرُ
السًّاجِدينَ الصَّادقِين وحُلْمُهم
أمنٌ وإيمانٌ يَشــــِعُّ ويَكْــــــبُر
لِلْعُسْـــــرِ يُسْــــرٌ ثُمَّ يُسْــــرٌ تَابِعٌ
حَتْمًا سَيَأْتِي البٍشْرُ وَعْدًا فَاصْبِرُوا
ياربِّ طـُهْرًا للبلاد ِوأهـْـــــــلِها
يَجْلو السَّقامَ فأنْتَ أنْتَ الأقْدَرُ
وعن ” نسائم البشر ” قالت السعيدي :” مما زاد قصيدتي جمالا القراءة النقدية التي قدمها الناقد الكبير الأستاذ يحيى معيدي وكان لي
الشرف في ذلك .
حيث قال :” ما أجمل الشعور الإيماني الذي ينبثق بالتفاعل الوجداني في دائرة الأمل، ويخلق من إبداعه منارات تضج بجمال الحرف
فتتشنف الآذان !!!
وتابع :” وصلتني أبيات للشاعرة الرائدة / منى محمد السعيدي حول إجراء الصلاة بالبيوت ، وهو الإجراء الاحتياطي الذي وجهت له حكومتنا
حفظها الله ..
استهلت الشاعرة نصها بالفعل الأمر( صلوا)… وكأنها تشير لعظم هذه الشعيرة في كل مكان وزمان
ثم تقيد ذلك بالتزام التؤدة والسكينة فتقول( بهون)
نعم، ما أجمل ما أضافته هذه المفردة !!
وبينت ناتج الإجراء( في الرحال)
وهو المقصود، وإتباع ذلك بالتكبير ( وكبروا)
والتكبير جزء من عموم الصلاة فكأنها عطفت خاصا على عام لتقوية الدلالة المعنوية في البيت ، حيث تلازم الفعلين
الاقتباس القرآني في قولها:( والليل ناشئة القيام) , من قوله تعالى:( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ…الخ)
ثم التعقيب على ذلك كله بالتشمير وهو حث من نوع آخر
الاستعارة في قولها 🙁 بكت المآذن) , ثم بيان حالها بالجملة الحالية( والحنين يضمها)
وعندما يجتمع البكاء والحنين فهو باعث حزني قوي جدا ، والدليل على ذلك هو ماجعلها تبين حال تلك المآذن بقولها:
جادت بدمع…!!! وما نوع هذا الدمع؟؟؟ إنه الدمع الغارق المسترسل , ثم إضفاء صفة أخرى ملازمة لتلك الأحداث بل ناتجة عنها وهي
التعذر!!!
ثم تذكر الشاعرة فروض الصلوات ومعانقتها اليومية لتلك المآذن ، وذكر أصحابها وتخصيص وصفهم بالركوع والسجود والصدق وأنهم هم
أصحابها وليس غيرهم، مما جعلهم يحلمون بالأمن والإيمان ويعيشونه منهج حياة
ثم التنويه والرجوع للحدث الذي حتم ذلك الإجراء وهو ( العسر) , وأنه سيعقبه يسر ويسر، مقتبسة من الآية الكريمة( فإن مع العسر
يسرا) , والتأكيد على ذلك بأنه وعد للصابرين
ثم تختم الشاعرة بدعاء الله عز وجل بأن يطهر البلاد وأهلها بقولها: ( طهرا للبلاد وأهلها)
ليجلو السقام الحاصل وكأنها تشير للوباء المنتشر ، ثم تبين حال الإنسان الضعيف وأنه لايملك دفع الضر عن نفسه
حيث قالت في دعائها: ( فأنت أنت الأقدر) , وكررت الضمير ( أنت) للتأكيد
وفقت الشاعرة في نصها حيث اختارت ألفاظا مناسبة، واقتبست من آيات قرآنية ؛ لأن النص تجليات ابتهالية تضرعية وهو ما جعله كذلك
جمل النص خبرية ماعدا القليل جاء إنشائيا (صلوا..كبروا..شمروا… يارب…)
عاطفة الشاعرة صادقة ؛ لأنها رسمت الموقف بنص يسير حمل معاني بديعة دلالية وصادقة
اختارت البحر الكامل ، وقافية الراء، وفي نظري حرف الراء أضفى إيقاعا مناسبا؛ لأنه حرف تكرير صفة ودلالة
و اختتم :” أخيرا أهنئ الشاعرة منى السعيدي .