قراءة نقدية لنص (أقدار) من الناقد والشاعر الكبير ” يحيى معيدي”

أقدار! .. للشاعرة / منى البدراني خنساء المدينة.

عنوان دلالي بمفردة واحدة وليس مركبا بإضافة أو عطف أوغير ذلك..

فجاء معبرا دلاليا..

مع إيراده بالنكرة مما جعله يفيد العموم بمعنى أوسع..

ولأنها أقدار يقدرها الخالق جل وعلا…فقد جاء المطلع ابتهاليا ودعاء لخالق الكون ومقدر

الأقدار..

وطبيعة الإنسان الخوف مما يدور ويحصل…فهو إنسان بطبعه وخلقته…

إذن لابد من شيء يطمئن الفؤاد…

وهو ماكان عند الشاعرة وغيرها….

الابتهال والتوجه لله سبحانه.

ولن يكون ذلك إلا له…

والجميل في المطلع حصر الابتهال وقصره لله سبحانه ، لا يشاركه أحد…فقد وظفت الشاعرة

ذلك المعنى بالجار والمجرور ( لفظ الجلالة)

في قولها: لله الخالق..الخ

وأكدت بإيرادها صفة ( الخالق)

ثم ذكرت الفعل ( أبتهل)

وهو نسق دعائي تأدبي معنى ومبنى..

أسلوب التعليل في قولها:( ليزول عن القلب الملل)

والجميل تخصيص القلب ؛ لأنه محط الملل والقلق أو الاطمئنان والسكينة…

ولا بد للأقدار من زمن ومكان..

وهي الأوقات التي تمضي…

ففيها: الألم.والضيق.والأرق.والكلل..

وكأنها تستوحي معنى الآية:( لقد خلقنا الإنسان في كبد).

ومن الجميل التقسيم البلاغي والجرسي في :ألم، أرق، ضيق، كلل..

وقد ساعدها في ذلك نسق المتدارك وتفعيلاته .

ومع الأقدار لابد أن تأتي ألفاظ تناسب الحال…

فجاء في النص:وستفرج.صبرا.بالله الأمل..تهطل غيمة أفراح….الخ…

وجاء في مقابل ذلك الضد أيضا…

وبضدها تتميز الأشياء!

ثم توظيف مفردة( الأمس)

للأوقات السالفة الذكر بتعبها وآلامها وهمومها.

وقد ذكرت الشاعرة أن كل ذلك بعلم الله…

فهي لاتدري….أتطول الغمة…أو تفرج…؟!

واستعارت الغيمة…

فقالت:أم تهطل غيمة أفراح…

ووصفتها بالجملة( تنسينا)…

ثم يكون بعد ذلك الفرح والاحتفال…..

نسقُ النص جميل والموسيقا منسجمة عذبة…

واختيار قافية اللام مناسب جدا..

ولأن الموقف ابتهالي

فقد جاء التصوير البياني والبديعي بصورة قليلة ولكنها مناسبة في نظري..

وأخيرا أهنئ أختي الشاعرة

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *