الهفوف – الفيصلية – موقع نجمة السعودية
_____________________________________
ألم تتوجس حينما أتاك من تظنه أعلى منك شأناً ومقاماً حتى كدت أن حولك مآثر واضطرابات حول شخصيتك مقارنة مع من أتاك؟
في الوهلة الأولى تكاد مشاعرك في اختلاج حتى يقترب منك لتجد أن هذا الاختلاج يدعوك للتأمل لحال ما قدمك في نظرة مغايرة عما كنت عليه.
كنت ناشط مبادر مكافح تساهم في إظهار جمال محتواك حتى أوهمك هذا التاهو أنه هالة تحوطه ضخامة الوهج المبهرج، وصاحب الوهج يقربك منه لا لشيء إلا لما وجدك عليه من حراك جميل وأخاذ.
يقترب منك حتى يجعلك جزء منه بعد إيهامك بأنك هامة وقامة ويفيض عليك بكرمه المزيف الذي تشكل من خلال اقترابه من جميلات المواقف وبهذا تشكل وهجه بين فاتنة اجتذبها ليجذبك وحراك قدر بأن يكون سنارة اقتناصك.
الإشكال أن شجرتك المثمرة لم يستفد من ثمرها حتى حاشيتك التي تراك متوهج كتوهج من جعلك في توجس نتيجة علو كعب الفردانية بدل أن يعم سلام الروح بالعمل الجماعي.
الداعون للفردانية سيجدون يوماً أن الفرد عمله مؤثر إذا كان منصباً في سبيل الأمن الثقافي في المجتمع أو يشكل حالة من حالات السلم الأهلي أو إحسان يتقدم خطوة للأمام ناحية لحظات الفراغ التي دوى المجتمع وهو يصرخ ويأن لقضاء ملحات الفراغ تلك.
ما فائدة ذلك التوهج؟
هل يضيء لينير ظلمة؟
هل يكون سبيل لنجاة؟
هل هو حالة من حالات المرض النفسي التي تعبر عن حالة الجزء المفقود من الشخصية؟
أسئلة تحوطك وتحوطك أكثر فأكثر لم تفطن لها إلا وهجاً اقترب منك لأغراض تظنها أنها كانت ذات قيمة عالية ترفعك حين تقترن بك، وسرعان ما تكتشف بعد فوات الأوان.
تكتشف أنك طعم لغيرك وسد فراغ تعطي ذهنية الشخص القادم لمتشكل من خلال جمع غفير من التوهجات الفردية والتي تبدو ضوءاً لكنها للأسف قيدتك كما قيدت كل الحالات من حولك لتظهر كوجبة سريعة طوقت سبيل حراكك وجميل نشاطك.
أحذر أيها الفرد المثقف فالصورة تخدعك للوهلات الأولى فالبرواز من حديد لا تراه أمامك.
إن اكتشفت أنك في وحل ثقافي زينته خطوات إعلامية واهية فإنك حينها ستبقى بعوالق الطين وقد لا تخرج منه أبداً.
وتذكر بأنك لم تكون المخلوق الأوحد الذي استشعر الأسئلة لكنك طمعت في أن تتوهج لذاتك ونفسك وشخصك الفرد ليقودك هذا الطمع وظنك بأنك في جاه ورفعة إلا أن تكون في ذل وهوان.
اسألتني ماذا تفعل حينها؛ لأقول لك تحرر من الطين الذي التصق بك بالعودة لما كنت عليه بكل يسر وسهولة ولا تبالي بغرورك الذي كنت عليه يوماً حتى وجدت أنك وحيد تتفرج على حراك غيرك وأنت في هوة من الوجس.
كن مبادر لأي عمل طوعي صادق يخدم من حولك ابتداء من الأقربون الأقرب فالأقرب حتى تكون متجرداً من ذاتك والأنا وتعود بقوة لحلقة تحرك مجتمعك دفعة للأمام إن كنت غير قادر على قيادة مبادرات بنفسك لتشكل حالة النفع العام في مجتمعك.
فأساس الأمن النفسي والطمأنينة تجعلك تعمل بسمو ورفعة حينما تخلق سعادتك بخدمة من حولك لتضاهي قدرتك قدرة الوحل الذي يشدك له حتى تكاد تخرج منه لتردمه بعملك الفاضل وتأتي بكل ما يجعل العابرون على هذا الطريق يدعون لك لأنك قمت بتعبيده دون الحاجة لأن يتضرر غيرك ويعاني من هالة الوجس وعلامات الطين تلك.
إن شعرت أنك في محطة توقف فهذا جيد لأن تبدأ من جديد مع خطوة تعطي جمال حقيقي تجيب على كل الأسئلة التي تورط الناس بسببك، وهذا خير من أن تجد نفسك في حالة الدوران للخلف.
وعلى كل حال فالوعي المبكر أو التنبه لحظة من لحظات الإدراك لتعود مرة أخرى لأفضل مما كنت عليه ولا سعادة خير من سعادة البذل والعطاء الاجتماعي.
إن لم يستفد منك أهلك أو مجتمعك فأنت في حالة فائضة عن الحاجة فاشغل نفسك بما يفيد.