في عصر التقنية ، أصبحنا مستهلكين ، و متابعين ، و كل شخص مشهور في محتواه الرقمي ، إما قدوة تُلهمنا ، أو كبوة نلتهمها. , و لا أتفاجأ عند سماعي لتعليقات مكررة عن آخر المستجدات بالساحة الرقمية ، و المنصات الاجتماعية المفتوحة ، و كلها عبارة عن غيبة و نميمة جماعية عن مشاهير اختاروا الطريقة السيئة لترويح النفس ، و ترويج النفس. ,فكل شخص يحلم بأن يكون لديه متابعين ، و نادي مشجعين لضغط زر الإعجاب ، و ينصروه في محتواه الرقمي ، بغض النظر عن فائدة المحتوى المقدم على المدى البعيد. ,و كما يقال بأن لكل جواد كبوة ، ففي عصرنا الحالي أستطيع القول بأن لكل قلم كبوة ، و لكل منشور كبوة ، و لكل مشهور كبوة ، لما قرر مشاركته للعالم.
الترويح عن النفس حاجة إنسانية، و هو مباح في الشرائع كافة، طالما يتم بشكل متوازن دون إفراط، و هو سبب في تنمية حاسة الذوق و الموهبة، و تحفيز للإبداع و الابتكار. , و الانشغال بالأنشطة الترويحية تقلل من التوتر و القلق الناتج بسبب الضغوطات الوظيفية، و المسؤوليات الخاصة ، و أيضاً بسبب النبش عن الكنز بالخارج، و في الحقيقة المطلقة، لطالما كان الكنز بداخلنا، علينا أن نحفر في أعماقنا لإخراجه من قاع الوهم. و لابد من الإشارة بأن الأعمال الترويحية يشترط فيه النفع إما نفعاً فردياً أم جماعياً، نفسياً أم بدنياً أم عقلياً.
أما ترويج النفس و الانشغال بالأنشطة الترويجية، فهو جزء لا يتجزأ من نشرك و مشاركتك لكنزك الجميل. فإن كنت تجد صعوبة في الترويج لنفسك، فمن المحتمل أنّك تحاول الابتعاد عن التفاخر، ولكن قد يفسّر الناس امتناعك عن الترويج على أنّه شكل من أشكال الغرور.
و يعود الترويج الذاتي بنتائج ممتازة عندما يكون طبيعيًا، حيث يمكنك الترويج لنفسك بطريقة مختلفة و ذكية، و ذلك بتقديم الفائدة إلى الناس ومدّ يد العون إليهم. و لنختار بدقة ترويج الجانب المضيء فينا، و التقليل من نشر الأمور الشخصية.
تذكروا أن التخيل و الأحلام هي صافرة الانطلاق للسعي وراء البحث عن الكنز المخفي بأعماقنا. كما قال ألبرت أينشتاين “التخيل أهم من المعرفة”، فالأحلام مهمة جداً لأي نجاح و امتياز؛ فهي تُساعد على استقرار الفرد و صوابه، فهو يحدد ما يريد في أحلام يقظته، و إلى أين سيصل، فيجد نفسه ناجحاً شجاعاً و متمكناً بالأسباب التي مهدت له تحقيق أهدافه بسهولة و يُسر.