“كشف الأقنعة” بقلم / وفاء بنت إبراهيم باعشن

لقد حان الوقت لكشف جميع الأقنعة!

عندما يكشف الله تعالى لك ما وراء الأقنعة، و المظاهر الخدّاعة من بعض العلاقات الأسرية، و أشباه الأصدقاء، و تقف بعدها ضد القهر، و ضد التسلّط الجبري لتحقيق نتائج غير عادلة بحقك، ستشعر بالصدمة في بداية الأمر لعدم تمكنك من الاستمرار عند كشف الأقنعة، و قد ينهار عالمك الخيالي الذي افترضته واقعاً لفترة من حياتك، و تفسيراً لذلك لأنك كنت في مستوى وعي غير مدرك تماماً لكافة جوانب حياتك، و عشت حسن الظن في “العلاقات السامة”، و أيضاً لإتباعك الأعمى للوجوه المقنّعة، و تقليدك المستمر للمظاهر المزيفة، و المستهلكة؛ من غير فهم الرسائل الإلهية عند تكرار نفس المشاكل، و الخيبات مع نفس الوجوه المقنّعة، و هذا دليل على أن الله يريد لك الخير، و الأفضل مع أشخاص حقيقين هداهم الرحمن للصراط المستقيم، و هو صراط الحق، و النور.

 

و بناء على ذلك، ستستقبل أشخاص لا يتصنّعون الحب، و الاهتمام أمام الآخرين فقط، بل حقاً يكنّون لك الحب، و الاحترام عندما تكون معهم بمفردك تحت سقف واحد، و قد تكون رسالة لك بأن كثرة العلاقات الاجتماعية ليست مصدر للسعادة دائماً، و لكن مصدر لفهم، و زيادة وعيك بكل النفوس التي تلتقي بها.

 

حينها ستختار طريقك، و علاقاتك مع الآخرين بحذر، و نتيجة لذلك، ستختفي بكل ثقة من سوق الأقنعة دون تجريح لمشاعر الآخرين قدر المستطاع، لأنك لست عليهم بمسيطر.

 

هناك نحو طريقك للنور، ستلتقي بالنفوس المطمئنة، و بالنفوس الطيبة، و أيضاً قد تلتقي في رحلتك بالنفوس الأمّارة بالسوء، و قد تقابل النفوس اللوّامة، و النفوس المريضة، و في داخلهم شرّ متمكّن و مسيطر على قلوبهم.

 

و في نهاية المطاف، و بعد فهمك للرسائل الإلهية، و دروس الحياة، سترى بوضوح تام لهذه النفوس، و في وجوههم العتمة، و عدم الانشراح، وذلك بسبب بُعدهم من نور الله، و طريق الخير، و نسأل الله الهداية للجميع، و أن يجعلنا من أولئك الذين وجوههم يومئذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة، و يحمينا جميعاً من وجوهٍ يومئذٍ عليها غبرة ترهقها قترة.

 

 

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *