لقد حان الوقت لكشف جميع الأقنعة!
عندما يكشف الله تعالى لك ما وراء الأقنعة، و المظاهر الخدّاعة من بعض العلاقات الأسرية، و أشباه الأصدقاء، و تقف بعدها ضد القهر، و ضد التسلّط الجبري لتحقيق نتائج غير عادلة بحقك، ستشعر بالصدمة في بداية الأمر لعدم تمكنك من الاستمرار عند كشف الأقنعة، و قد ينهار عالمك الخيالي الذي افترضته واقعاً لفترة من حياتك، و تفسيراً لذلك لأنك كنت في مستوى وعي غير مدرك تماماً لكافة جوانب حياتك، و عشت حسن الظن في “العلاقات السامة”، و أيضاً لإتباعك الأعمى للوجوه المقنّعة، و تقليدك المستمر للمظاهر المزيفة، و المستهلكة؛ من غير فهم الرسائل الإلهية عند تكرار نفس المشاكل، و الخيبات مع نفس الوجوه المقنّعة، و هذا دليل على أن الله يريد لك الخير، و الأفضل مع أشخاص حقيقين هداهم الرحمن للصراط المستقيم، و هو صراط الحق، و النور.
و بناء على ذلك، ستستقبل أشخاص لا يتصنّعون الحب، و الاهتمام أمام الآخرين فقط، بل حقاً يكنّون لك الحب، و الاحترام عندما تكون معهم بمفردك تحت سقف واحد، و قد تكون رسالة لك بأن كثرة العلاقات الاجتماعية ليست مصدر للسعادة دائماً، و لكن مصدر لفهم، و زيادة وعيك بكل النفوس التي تلتقي بها.
حينها ستختار طريقك، و علاقاتك مع الآخرين بحذر، و نتيجة لذلك، ستختفي بكل ثقة من سوق الأقنعة دون تجريح لمشاعر الآخرين قدر المستطاع، لأنك لست عليهم بمسيطر.
هناك نحو طريقك للنور، ستلتقي بالنفوس المطمئنة، و بالنفوس الطيبة، و أيضاً قد تلتقي في رحلتك بالنفوس الأمّارة بالسوء، و قد تقابل النفوس اللوّامة، و النفوس المريضة، و في داخلهم شرّ متمكّن و مسيطر على قلوبهم.
و في نهاية المطاف، و بعد فهمك للرسائل الإلهية، و دروس الحياة، سترى بوضوح تام لهذه النفوس، و في وجوههم العتمة، و عدم الانشراح، وذلك بسبب بُعدهم من نور الله، و طريق الخير، و نسأل الله الهداية للجميع، و أن يجعلنا من أولئك الذين وجوههم يومئذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة، و يحمينا جميعاً من وجوهٍ يومئذٍ عليها غبرة ترهقها قترة.