ما الذي حدث في عصر الأندلس ؟!.. بقلم / وفاء بنت إبراهيم باعشن

نرى دوماً أناس يتغنّون بجمال العصر الأندلسي و يلقبونه “بالفردوس المفقود”،  و يجسّدون تاريخ ، و حضارة ذلك العصر الزاهي في مسرحيات ، و أفلام ، و مسلسلات تاريخية تمجّد تلك الحقبة الزمنية ، و لا ننسى روعة شخصيات الأدب الأندلسي من شعراء و كتّاب و علماء تم تخليد أعمالهم حول العالم.

  • لكن ما الذي حصل فعلاً في العصر الأندلسي ؟
  • و كيف يمكن تدمير عصر ذهبي مثل عصر الأندلس ، و أدى إلى زوالها بهذا الشكل الوحشي؟

قيل : إذا أردت أن تهدم حضارة أمة وتنأى بالجيل عن الوعي الحضاري الحقيقي ، فهناك وسائل ثلاث ، و هي :

  • هدم الأسرة ، و ذلك بتغييب دور الأم و جعلها تخجل من وصفها “ربة بيت”، و إرهاق الرجل في توفير سبل العيش الكريم.
  • هدم التعليم ، بتحقير المعلم و تهميشه ، وتتفيه التعليم و توجيهه إلى علم لا ينفع.
  • هدم القدوة ، بالطعن في العلماء و أصحاب السير الطيبة و تشويه سمعتهم ، و ربما يكون إغراقهم في متع الحياة أحياناً ، أو كبتهم وقهرهم أحيانا أخرى ، طريقة فاعلة في هدم القدوة الحسنة , و من ثم تسليط الضوء على أقزام الفكر و الخلق ، و جعلهم نجوماً ، و غرس حبهم والتعلق بهم و تقليدهم في قلوب أبناء الأمة .

 و لذا فمن الأهمية بمكان إعادة صياغة الوعي الفردي و الأممي ، لتمكين دور الأسرة الناضجة ، و المعلم النموذج ، و القدوة الصالحة ، من أجل بناء الإنسان فكراً و روحاً و جسداً ، و التمكين لمشروع حضاري إنساني ., و كما قال الدكتور جمال الخالدي في كتابه فإنك بأعيننا ( إذا كانت رؤيتك لمدة سنة فازرع شعيراً أو قمحاً ، و إذا كانت لعدة سنوات فازرع زيتوناً أو نخال ، و أما إذا كنت صاحب رؤية ممتدة فازرع فكراً “.

قد يحصل هذا الفساد و الدمار كله في أي عصر ذهبي الآن مثل ما حدث في عصر الأندلس ، لكن فقط إن تداركنا المشاكل ، و أخذنا بالأسباب قبل وقوع الفأس فوق الرأس.

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نقرأ ؟.. بقلم الكاتبة فائزة بحري

لماذا نقرأ ؟.. تصدر الأمر الرباني بقوله اقرأ أوائل ما أنزل على النبي الأمي صلوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *