من أيـــنَ أبــــدأُ ..
سَرتْ إليـــكَ قـــوافي الشعرِ والأدبُ
والحــــزنُ ينهكُها والتِّيــــــهُ والتَّعبُ
سَرتْ إليــكَ وفي أعمـاقِهـــا التَـهبَتْ
حُمَّى الــــوداعِ وفي أجــوائِهـــا لهبُ
من أسكتَ الحـرفَ في ريعانِ يقظتِـهِ
اللــــهَ من أحــرفٍ بالدمـــــعِ تنسكبُ!
قالتْ وقـــد مسَّها الإغفــاءُ وأرتعشتْ
أعضـــاؤها فبـــدا الإعيــــاءُ ينسحبُ
من أيـــنَ أبــــدأُ يا دكتـــــورُ أسئلتي؟
وفي الجــوابِ مدادُ الحرفِ يحتجبُ!
يقــــولُ أحمــــدُ والآهــــاتُ تسبقُـــهُ
والحــــزنُ تُمطِـرُهُ في مهجتي سحبُ
فكيفَ أبــــدأُ بلْ مـــن أيِّ ناحيــــــــةٍ
آتي الحـــروفَ ولي في صمتِها سببُ؟
بلْ كيــفَ أحتـــالُ في إرضائِهـــا وهنا
لهـــا التــــأســفُ أمٌّ والدمـــــــوعُ أبُ؟
والبهكــليُّ الـــــذي آذَى مشاعــــرَهـــا
فراقُـــــهُ وتســـامى الإســــــمُ واللقبُ
حنَّتْ عليــــهِ حنيــــنَ العيسِ يرهقُهــا
طـــولُ المسافـــاتِ والبيـــــداءُ تلتهبُ
كأنَّهـــــــا ريشُ عصفـــــــورِ مبلَّلَــــــــةٌ
أجناحُـــــهُ في يــــدِ الصيـــادِ يضطربُ
فتـــــارةً عن سُلُــــوِّ النـــفسِ مرغَمــــةٌ
تنــــأى، وأخـــــرى منَ الأشجانِ تقتربُ
تبكي بيــانـــــاً فــــــــراقَ البهكليِّ وفي
أجفانِهـــا البـــــــوحُ يرويهـــــا وينتحبُ
اللــــــهَ اللــــــهَ مــــاأقسى الــــوداعُ أَيا
مَنْ بعـــــدَهُ مــــزقتْ أحشاءَنا الكُــــرَبُ!
كأنَّهــــا مِن تـــــوالي طعنِهــــــا صُحُـفٌ
من ألـــــفِ عــــامٍ تغطي وجهَهــا النُّدَبُ
فسِـــرْ إلى جنـــــةِ الرضــوانِ من سُبُــلٍ
للأنقيـــــــاءِ الأُلَى للــــــهِ قد ذهبـــــــوا
عادل عباس