يمَّمْتُ حَرْفِي لِشَطْرِ الْبِيْتِ ألتَصق
مُزَمّلا فِي إزار ِ المَجْدِ أسْـــــــتَبقُ
أطُوفُ مابينَ ساحاتِ الرؤى أملا
للراحلينِ عنَ الفصحى و ما عشقوا
سَأسْتَعِيْرُ المَعَانِي مِنْ منَابِعِــــهَا
يامزنةَ الشّعرِ قُومِي قَدْ زَهَا الأفق
وَأَمْطِرينَا سَمَا الأَمْجَادِ رَائِعَةً
حتَّى يُضَـوِّعَ فِي أَرْجَـائِنَا العَـبَقُ
كَي نَسْتَعِيدَ البُطُولاتِ التِي سَلَفَتْ
بِيضا بَأيِدِي حُمَاةِ المَجْدِ تُمْتَشَـقُ
يا أمّةَ الضّادِ أَينَ الضّادُ فِي زَمَنٍ
أَنْصَارُهُ عَانَقُوا الجَوزَا وَمَاسَبَقُوا
كُلُّ الحَضَارَاتِ تُنْبِِيِنا بِأُمَّتِنَا
كُلُّ الثّقَافَاتِ فِينَا الرّمْشُ والحَدَقُ
أَيُّ المَعَانِي لَهَا حرفٌ يُتَرْجِمُنَا
وَحَالنُا الجَمْرُ والأَحْزَانُ والأَرَقُ
إنَّا جلبنا مِن التغريبِ قَصْعَتَنَا
حَتّى غَدَونَا وَمَا فِي جَمْعِنا رَمَقُ
كَمْ كَانَ لِلوَرْدِ فِي أَرْجَائِنَا حُلل
واليَومَ لا الشِيحُ يُثْريِنا ولا الحَبَقُ
والحَرْفُ صَار َ بِلا فِكْرٍ ولا لُغَةٍ
يَاللسَّذَاجَاتِ إِنَّ الفِكْرَ يُختَرَقُ
قَدْ سَادَ عَصْرُ التَبَاهِي مِنْ سَوَاعِدِنا
فِي كُلِّ نادٍ لَنَا عَـــــزْفٌ وَمُفْتَرَقُ
كَمْ كَانَ لِلعُرْبِ أعلامٌ تُسَيّدُهم …
مشاعلٌ في دُرُوبِ النَّصرِ تَحْتَرِقُ
ونَحْنُ مَنْ خَاطَبَ الرَّحْمَنُ سَيّدَنَا
وَأَظَهَر َ النُّورَ يامن وَعْــــــدُهُ فلق
فِي طيبة الوحي صدَّاَحٌ بمِئْذَنةٍ
في أفقها النُّورُ آيُ اللـهِ تَنْبَثِقُ
وَزَمْزَمُ الجُّودِ يَاوِرْدًا لِمَشْــــرَبِنَا
مِنْ نَبْعِها فَاضَتِ الأَحْبَارُ وَالوَرَقُ
أَبَعْدَ هَذَا شُكُوكٌ فِي عُرُوبَتِنَا
أَو بَعْدَ هَذَا يُنَادِي ضِدَّنا النَعِق ؟
تِلْكَ الحَضَاراتُ حَقٌّ أَنْ نُمَجِّدَهَا
وقد تمازج فيها التـِّـبْر والعـــرقُ
إنْ كَانَ لِلحَرفِ شَيءٌ مِنْ تَحَضُّرِنَا
فَليَشهَدِ الحَرفُ مانثري ونغتبق
مَتَى ترَاءَى لنَا التَّـــــاريِخُ منبـــلجاً
كَانَتْ لنَا الشَّمْسُ والأَقَمَارُ والشَفَقُ
تَارِيخُنَا السُّحُبُ والغَيمَاتُ تُمْطِرُنَا
وشِعْرُنَا البَحْــرُ والأَمْوَاجُ تَأتلق
هلْ غايةُ الغرْبِ عز ٌّ في تقدُّمِنا
أم غايةُ الغربِ إفلاسٌ ومختنق ُ؟!!
إنَّا ســـنرفعُ للأمجـــــادِ رايتَــــنَا
فالأُسْدُ منَّا لدرْب ِالنَّصْــــرِ تسْتبِقُ
الضـــاد ُ ســـيف ٌ له حدٌّ ومعـترك ٌ
مشكـــاته النور صبح ماله غسق
قوموا بني العُرب صوغوا العقد من لغة
محارها الدر كي يزهو بها العــــــــنق
إنا لنحيي حضاراتٍ وأزمنةً
قد خُطَّ فيها تراثٌ أصلُه أنقُ
مَادَامَ فِينَا كتاب الله يحكمنا
فظلنا روضة كُبْرى بهَا غَدَقُ