أنا المسافر في عينيك انتحرُ
فلا التقهقر يثنيني ولا الخطرُ
عشقي المهالك لا اخشى بمطلبها
موتا فتصرعني الاهدابُ والحورُ
إذ لا نجاة لمن بالقدر يحذرها
وكيف يحذر من يمضي به القدرُ
إلا ويدفعني في عشقها وجرى
سيل ابن غلفان بالأشعار ينحدرُ
لما تماطرني من غيمها فسقت
بالجدب عاطفة رقت لها الحجرُ
مجرة الحسن في فلك فأسبحها
عشقا تهيم بها الأشعار والفكرُ
ردي علي قصيدي فيك أبلغه
منازل العشق بدر طافه النظرُ
كحج تلبية للبيت يحرمه
في ثوب معتمر بالذل ينكسرُ
وليس للذل معناه الذي فهمت
فذاك لله أما دونه هذرُ
لكنه العز من بالعز بادلني
أعيشه العشق أو موتي فأختصرُ
إما أكون وإما لا أكون هوى
والشعر أشهد والأيام والعبرُ
يا من وعيت حديثي والقريض صفا
صفحات عشق تهادى بعدها البصرُ
أنت التجلي سماء الوحي خاطرة
من الخيال الذي في نسجها الخبرُ
ما عنك عشقي وفيك العشق أكتبه
شعرا تترجمني الأحداث والسِّيَرُ
يا أجمل الناس وجها ليس يشبهها
شمس ولا زهرة والأرض والقمرُ
أنثى محاسنها للعشق قد خلقت
بندرة قتلت في عشقها البشرُ
يا كل شيء جميل قد نظرت له
من خلف نَظَّارَةِ الأطياف انبهرُ
ألوان شمسية تحلو وليْلِيَة
في أعين السحر بالأبعاد تقتصرُ
ما كان عشقي سراب يوم أتبعه
فيك الوصال الذي بالشوق اختبر
فهل أجبت نداء القلب من شغف
يا من تأذنها الأشعارُ والصورُ !!؟