نقص فيتامين الحب بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

في إحدى الحفلات الراقصة الخاصة بالفتيات، تتقدم فتاة حالمة لتناقش مواضيع مهمة تتعلق بإنجازاتها الشخصية، و تتحدث بكل فخر عن مستجدات علاقتها الغرامية أمام صديقاتها المنبهرات بمغامراتها الرومانسية و التي هي نتاج دعم معنوي من قبل الوالدين لهذه الفتاة المتحررة، و هناك فتاة أخرى تعترف بحزن عن خيانة حبيبها الملقب بفارس أحلامها و تذرف دموع الندم أمام صديقاتها لتخطيها حدود الحب الشرعي، و أخرى شبه فتاة قررت أن تجرب الحب البديل، و تخالف الطبيعة البشرية لتصبح مسترجلة و سارقة لقلوب الجنس اللطيف، و يتم دعوتها في كل الحفلات الصاخبة بالملذات الدنيوية و ذلك لجذب الفتيات المدعوات، و لكن السبب الجوهري لبحث الفتيات المراهقات للحب بطرق ملتوية غير أخلاقية هو نقص فيتامين الحب بداخل قلوبهن، و نفوسهن المتعطشة لإيجاد العاطفة و الحنان خارج أسوار العائلة الكريمة، فأغلب هؤلاء الفتيات يمتلكن الحرية، و جميع فرص التحرر من قيود المنزل الشبه خالي من دور الأم و الأب كقدوة مسلمة، و قد بقيا كرموز دينية غير مستخدمة بالحياة الواقعية، و ليس لهما أي منظور ديني لتقوية الفتيات بالبحث عن ينبوع الحب الذي لا يرام، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، و تطبيقات الألعاب تأخذ دور الأم و الأب لعدد ساعات قضاء المراهقات في عالمهن الخاص المتحرر من تفعيل الحب الحقيقي، و يتم استمرار رؤية المراهقات لمحتوى جاذب يُسمّى بالحب الأول و الأبدي، و التي تكون نهايتها غالباً فراق و ألم و عذاب، و هناك التباس واضح لتعريف الحب و العشق عند الوقوع في ما يسمى بالحب في زمن التقليد، فالعشق هو الفرط بالحب، وإعجاب المحب بالمحبوب، و يعتبر مرض نفسي يجلبه المرء لنفسه بتركيز كامل فكره على إرضاء محبوبه، وكلما قوي هذا العشق ازداد طمع الشخص المحب إلى حد التمادي، و تكون نهاية هذا العشق مأساوية، و قد يدمن ذكر سيرة محبوبه و الهيام به، و الحب من جهة أخرى، هي مشاعر سامية تلين القلوب بوجوده، و تُذهب قسوة القلب باحتوائها الصحيح الشرعي، و تدوم صحة القلوب بالحب الصادق، و تحيا به حياة هانئة لا يضرها عشق شهواني وقتي، و كما قال السلف الصالح: ” الحب لا يمكن أن يكون علاجاً للوحدة و الإنفراد، إن لم تجد نفسك بداخلك فلن تجد الحب بأي مكان آخر”

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *