عــلى الــنتّ ألــصقَ خــنفسةً
و قـــال لــهــم إنــني شــاعرُ
فــصارت بــضاعته في رواج
لــهــا كــلــما قــرئــت نــاصر
فـــهـــذا بــــلايــكٍ يــحــبــذه
و ذاك بــــمــدح لــــه نــاثــر
إلى أن رأى نفسه في القريض
هــو الــمعدن الأنــفس الــنادر
فــما الــمتنبي و مــا البحتري
و دنــقــلُ و الــمجتبى شــاكرُ
و شــوقي و نــازكُ إلا نــجوم
و فــيها هــو الــكوكب السائر
فــبات بــما قــد جــنى رابــحا
و بــات الــقريض هو الخاسرُ
نـــراه يــمــوت هــنا وهــناك
إلـــى حــتــفه ســاقه الــفاجرُ
إذا الــشــعــر حــاولــه مُـــدّعٍ
فــلا الــشعر كان و لا الشاعرُ
لــك الله يــا شــاعرا فــي حياة
بــها حــظ مــا صــغتَه عــاثرُ
فــشــعرك فــي أهــلها غــائب
و فــيهم لــغا الــمدعي حاضرُ
لـــه الــناس إن قــال تــسمعه
و لا ســامــعٌ لـــك أو نــاظــرُ
فــلا تــلم الــدهر فــي طــبعه
إذا مـــا قــســا أيــها الــصابر
غــدا يــشرق الــشعر مــبتسما
و يــحــتضر الــســمِج الــفاترُ