ياحادي العيسِ قدشابت ليالينا
ولم تعد فتنةُ العشاقِ تغرينا
ياحادي العيس لاتُتْعِب قوافلنا
صوت الحدا لم يعد باللحن يشجينا
ياحادي العيس مالِي في الهوى أمل
يجري بنا العمر والأيامُ تطوينا
خَمسون عاماً كلمحِ البرق قد ذهبت
والعينُ تبكي على أطلالِ ماضينا
مرت عجافاً ولم تهدي لنا حلماً
بل تملأ الكأس مراً ثم تُسقِينا
أحبابنا رحلوا عنا وقد تركوا
ذكراهمُ بلهيبِ الشوقِ تكوينا
القلبُ ذابَ جواً من بعدهم ولهم
ريح إذا مالصبا هبت يُواتينا
ماضرنا بعدهم أمرٌ وقد سقِمت
منا الجُسوم ولا يرجَى تداوينا
أرواحنا وُئِدت في حبِهم وفَنَت
ولم يعد أمل يرجَى لحيينا
أقدارنا نُقِشَت في اللوح من أزلٍ
وليس من حذرٍ يجدي لتُخْطِينا