وطني سكنتَ مَرَاتعَ القلبِ الظَمِي
ومَزَجْتَ حُبًّا قَدْ تَخالطَ في دمِي
وَأحَطتَ قلبيَ بالشموخِ وخافقي
متوسدُ الأرجاءِ فوق الأنجم
متزملا نخلَ العطاء مقلدا
سيفَ الإباءِ..وَقُبْلتي مِلءُ الفمِ
فلقدْ حللتَ بداخلي وتجذرتْ
قِمَمُ الأواصرِ بالفؤادِ الـمُفْعَمِ
إني أعيشُ على ثراكَ وأدمعي
مِنْ مُقْلتيَّ تساقطتْ كالعندمِ
فَقْدًا لِطُهْرِكَ قَدْ غَدوتُ كأنني
طفلٌ عَجِيُّ الأمِّ …لـمَّا يُفْطَمِ
فأنا بعمقِكَ ساكنٌ …لكنني
وَلِهٌ عليك…وَفِي ضلوعِكَ أحتمي
فحنوتَني حبا تَدَفَّقَ لحنُهُ
حتى رأيتُكَ في سماءِ تَرنُّمي
أهفو إليكَ وفي وتينيَ بَيعَةٌ
لا لَنْ أخالطَها بذمَّةِ مَنْ عَمِي
سارتْ خطا تلكَ العزيزةِ وانتمتْ
لمؤسسٍ أرسى كَيانَ الـمَـعْلَمِ
في يَوْمِ عيدِكَ موطني ترقى على
كلِّ الشعوبِ بِوحْدَةٍ وتلاحُمِ
فَثمانُكَ ازدانتْ بِعَقْدٍ ثامنٍ
لِتَشِعَ نُورًا في جبينِ الـمُغْرَمِ
فاللهُ شَرَّفَنا بِخدمةِ بيتهِ
لِتذوبَ نَفْسٌ بالمقامِ ( وزَمزَمِ)
إنَّا سَعوديونَ نَحمِلُ أنفُسًا
فُطِرَتْ على دينِ الإلهِ الـمُكْرِمِ
نَخْطو وتتبَعُنا الخليقةُ كلُّها
مِنْهاجُنا عدلٌ وَبَسمةُ مُعْدِمِ
قَدْ خَطَّهُ حِرْزُ البلادِ وعِزُّها
مَلِكُ القلوبِ بحِكْمَةٍ وَتَجَشُّمِ
سلمانُ كلُّ الشعبِ في يدِكَ التي
تَأبى الخنوعَ لمارقٍ أو أعْجمِي
وَعَضِيدُكَ الوافي مُحَمَّدُ فارسٌ
يخطو بعزمِ الواثقِ الـمُتَبَسِمِ
ها نَحْنُ مصطفونَ في يَوْمِ الوفا
فاضربْ ولا تَحْنَثْ -يمينُكَ- مُلْهِمي
في كلِّ شبرٍ -مِنْ بلادكِ- فَيلقٌ
جعلوا سِوارًا للثُغُورِ بِمِعْصَمِ
فَتَطاولَتْ بين الحدودِ رِقابُنا
لِتَضُوعَ من دَمِها سُلالةُ ضَيغمِ
ياموطنَ الشُّرفاءِ دُمْت مُحَبَبًا
في روحِ كلِّ مُوحِّدٍ وَمُعَظِّمِ
مَهْمَا بَذلْنا في ترابكَ موطني
رَخُصَتْ عطايا الفَضْلِ عندالمُنْعِمِ
هلْ في سماءِ الكونِ يأفلُ بازغٌ
كلا…فَكوكَبُهُ بِقِبْلَةِ مُحْرِمِ؟!!