“الناقد خليفة الهاجري” مسرحية «مجاريح» يزخر بالدلالات والصور الفلكلورية والشعبية ؟!.

الشرقية – حسين السنونة

____________________

 

قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني مساء أمس ضمن مهرجان المسرح العربي الدورة الثانية عشر مسرحية “مجاريح” من تأليف اسماعيل عبدالله واخراج محمد العامري وبطولة حبيب غلوم وموسى البقيشي وعثمان عبيد وغيرهم من الممثلين.

وكانت الفكرة تتمحور حول العبودية والقيود التي كانت تفرضها ومحاولة كسر تلك القيود من خلال التمرد الذي يقوى بالحب، وقد كان واضح الاعتماد على الدمج ما بين الموسيقى الحديثة والكلاسيكية التقليدية , وكان المخرج العامري متميز في ذلك الدمج , وغطى القاعة هاني صوير في  المركز الثقافي الملكي في الاردن.

تدور حكاية المسرحية حول الحرية ليست منحة بل حق وهي لا تعطى ولكنها تولد معنا.. تتمرد “ميثاء” التي تتمنى الزواج من فيروز الذي احبته واحبها، في نفس الوقت امها و والدها كان يريدان تزويجها من شخص آخر، وهنا تكون الحرب والدفاع حرية الاختيار، مما يجعل الاب والام يعودون الى ماضيهم من خلال علاقة حب بينهم رغم ان “فيروز” لم يكن صاحب نسب ومنصب الا ا نه كافح حتى حصل على حريته وحبيبته، رغم قوة التقاليد التي كانت سائدة في المجتمع وخاصة على علاقات الناس و الفروقات في الجنس والعرق واللون.

يقول الناقد الكويتي خليفة الهاجري: تعتبر نصوص الكاتب الاماراتي إسماعيل عبدالله  من النصوص الجاذبة والملهمة لعدد كبير من الفرق المسرحية الخليجية التي ترغب بسبر اغوار الموروث  في اطار مسرحي نوعي جاد متين، يعود ذلك الى كثافة المعاني والمفردات الخليجية يبقى “مجاريح” نصا خليجيا شاعريا وبجدارة. كما يزخر النص بالدلالات والصور الفلكلورية والشعبية الممتدة في التراث الخليجي. يعالج نص مجاريح رغم شاعريته أزمتين مترابطتين هما العبودية وحرية المرأة، حيث يخاطب المتلقي بإسهاب الى ادراك ماهية مفهوم الحرية لدى الفرد والجماعة، حرية المصير وحرية الاختيار، مرتبطا بحوادث تأريخية – نادرة – تتصل بمنطقة الخليج العربي في فترة ما قبل اكتشاف النفط حتى أواخر السبعينيات في تجارة الرق وجلب العبيد الى المنطقة وظهور طبقة من العبيد تسمى ” عبيد البيوت”  وسطوة بعض السكان الأصليين في المنطقة من تجار و زعماء قبائل او عوائل عريقة في التحكم بمصائر العبيد و تحريم مصاهرتهم كما اشارت له الوثائق البريطانية  التي تطرق لها جيوين كامبل في كتابه “قواعد الرق في دول المحيط الهندي وافريقيا واسيا” (2003) حيث ذكر ايضا ان يد الاستعمار الإنجليزي التي استطاعت ان تقضي على تجارة الرقيق لم تتمكن من القضاء على ظاهرة ” عبيد البيوت” اذ اعتبره الانجليز تدخلا حساسا في خصوصيات العامة والخاصة من الشعوب الخليجية و قد ينعكس بنتائج غير حميدة، الا ان الإنجليز ابتكروا فكرة تبلورت في منح وثيقة العتق التي ما ان يحصل عليها العبيد حتى يفرض بها على الاخرين معاملته على انه حر.

كذلك عالج النص سطوة الرجل الخليجي المطلقة في تلك الفترة على حرية ومصير المرأة حتى وقت قريب، و حتى بدأت دول الخليج العربي بسن القوانين المدنية والعرفية التي تمنح المرأة حقوقها الكاملة في التعليم والعمل وغيره من شئون الحياة الأخرى لتتساوى مع الرجل.

وتابع :” ان علاقات الشخصيات في النص وحواراتها و بالرغم من عمق وشاعرية جملها الحوارية  واختيار المفردة بعناية كما وردت في النص و أكدها العرض ايضا، الا انها تبقى علاقات كلاسيكية و نمطية في ولادة النص ، كعلاقة الأب المتسلطة على الابنة المغلوبة او الزوج المتحكم والزوجة المنكسرة و السيد الظالم بالعبد الذليل، الى اللحظة التي رسم لنا إسماعيل البعد الأخر لشخصياته والتي تمثلت ” بفيروز” في انسلاخه المطلق من حالته كعبد الى حالة أخرى غير متوقعة هي حالة ” السيد” وكأن شبح ” غانم بن سيف” قد تلبسه بصورة مفرطة.

اعتمد العرض المسرحي ” مجاريح” الى توظيف الصورة السينوغرافية بشكل مكثف وملفت، حيث بدأ ذلك منذ الوهلة الأولى في المشهد الاستهلالي، واستمر حتى المشهد الختامي، متنوع بالحلول السينوغرافية الى تقوم على تعزيز الخطاب المستهدف من العرض. الا ان الطابع الاخراجي الذي غلب عليه التنقل بين الأساليب الإخراجية لدى مخرج العرض انتقل كالعدوى الى مصمم سينوغرافيا العرض في تنوع الأساليب السينوغرافية في المشاهد المسرحية وانتقل ما بين السينوغرافيا الرمزية والسينوغرافيا التجريدية والسينوغرافيا الكوريغرافيا والسينوغرافيا التراثية.

لم يخلو العرض من العزف الحي الفلكلوري والذي ظهر في ” الزهبة” ومشهد التمثيل ” الشوبية”. مما أضاف أجواء فرجوية مميزة للعرض المسرحي.

عن afaf

شاهد أيضاً

هاني شاكر عن حفل العندليب : تجربة جديدة ومختلفة وسأكررها في اكثر من دولة

بيروت – محمد برجي _____________________ في وقت قياسي نفدت جميع تذاكر حفلة هاني شاكر المقررة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *