الشرقية – حسين السنونة
_____________________
عندما يجتمع نص قوي وممثل متمكن ومخرج يمتلك ادواته بكل تأكيد سيكون العرض ملفت وقوي وشيق ويخرج الجمهور يصفق ويغسل وجه بالدموع فرحا بالعرض القوي، كان العرض الكويتي “الصبخة” لفرفة مسرح الخليج العربي الكويتية الذي عرض ضمن عروض مهرجان المسرح العربي في الأردن وحسب ما قال بعض النقاد بان المنافسة ستكون قوية وان العرض سيجعل من الفرق الأخرى في وضع محرج.
عرض الصبحة الكويتي تأليف وإخراج عبدالله العابر، وتمثيل سماح، يوسف البغلي، علي الحسيني، عبدالعزيز بهبهاني، الاء الهندي، كفاح الرجيب، منال الجار الله، تصميم الاضاء عبدالله النصار، دواماتورج د. فيصل القحطاني.
يحكي العرض ما تعانيه المجتمعات العربية من الذكورية بكل امراضها وقسوتها وما يخلفه ويؤثر على العلاقات الاسرية والمجتمعية بل ويشوه القيم الدينية والإنسانية، الاب “فهد” المضطرب والذي يعاني نفسيا من خلال علاقة سابقا مع ابيه مما يعكس على تربيته لأولاده و لعلاقته مع زوجته التي كان يحبها حبا جما ولكن الصورة تنقلب مما يصيب أولاده بالجنون والاضطراب ويحول البيت الى سجن كبير يحرم الأولاد من الحياة الطبيعية في الاسرة والمجتمع، وكل دلك بسبب عدم وجود الشجاعة من الاعتراف بالمرض والتشويش الفكري والأخلاقي.
يقول الناقد جبار العبودي عن العرض وعن المخرج ” نجح المخرج وكادره نجاحا متميزا في قص حدوته اجتماعية تصلح لكل زمان ومكان ومجتمع عربي يعاني من الضغط الراديكالي المشوش، اذ أثمرت الجهود المشتركة لمجموعة العمل من ممثلين ومخرج هذا العرض بأنجاز مسرحي متقن لجميع عناصره المرئية والمسموعة اذ نقلنا من في الصبخة الى بهجة جمالية متكاملة.
وعن المنظر المسرحي يقول الناقد العبودي: ارتبط المنظر المسرحي بجمل الفضاء المعماري لمكان العرض واصبح الفضاء والمنظر المسرحي متداخلا بشكل متكامل حيث ان المصمم والمخرج عمد الى عدم بناء ديكور ثابت او منظر متكامل واستخدم بفطنة وذكاء القطع الديكورية المتحركة في الفضاء المفتوح ليثري بها منظر العرض الذي ارتبط تصميمه بين الفضاء والقطع المتحركة وحركة الإضاءة ومحدداتها لتنتج جماليات بصرية عززت انتاج المعنى وسهلت الانتقالات المقصودة بين الزمان والمكان وتداخل ذلك مشهديا خلال مجريات العرض.
ويؤكد الناقد العبودي: ان المصمم والمخرج عمد الى استخدام الخطوط المستقيمة والاشكال الحادة لاثراء حالة الصراع الفكري والتعبير عن انسياق العرض الجمالية كذلك تباين المستويات الأفقية والعمودية في شكل المشاهد اذ عمد المخرج الى استخدام السلالم والمستويات المرتفعة في مشاهد الحب والغرام وكأنه يرتفع عن الواقع الفعلي الأرضي الى سماوات أخرى تولد جمالا غير منتهي.