نجمة السعودية مجلة فنية وطنية متنوعة
حوار / سمير عالم
______________
الفن بمختلف أنواعه لغة قادرة على مخاطبة عقل ومشاعر الإنسان من خلا استثارة الحواس ، وهي قادرة دائما على التجدد وتقديم
نفسها في أطر مختلفة تنسجم والذوق العام لكل عصر ، ومؤخرا برز فن يسمى بالمسرح التفاعلي ، وكالعادة فلكل فن جديد رواد يعملون
على تطوير ونشر هذا الفن إلى أن يتحول إلى مدرسة فنية مستقلة .
والمخرج قاسم القضاة هو أحد رواد هذا الفن في المملكة والخليج العربي والشرق الأوسط حيث قدم العديد من الأعمال
والعروض المسرحية بنفس الأسلوب التفاعلي المشار إليه .
مجلة نجمة السعودية استضافت القضاة للتعرف أكثر على هذه الأعمال .
*يعتبر مصطلح المسرح التفاعلي مصطلح جديد على الجمهور ، وبصفتك أحد الرواد في هذا المجال نتمنى أن تقدم لنا تعريف
عن هذا النوع من المسرح ؟
المسرح التفاعلي هو نوع من أنواع المسرح الجديد في العالم ، وأهم ما يميز هذا النوع من المسرح هو الاندماج والتفاعل
مابين الممثل والمشاهد ، حيث يشعر المشاهد بشكل مباشر وغير مباشر انه جزء من العمل الدرامي وهذا ما يجعل العمل أكثر تشويقا
ومتعه ، ويرفع من إيقاع العمل مما يساعد البناء الدرامي على التميز وجذب المشاهد حتى نهاية العمل .
*عروض ” بيت الدهاليز ” والذي تم تقديمه ضمن فعاليات موسم جدة التاريخية في منطقة البلد العام الماضي ،كان أحد
الأعمال التي تم تنفيذها بنفس أسلوب المسرح التفاعلي ، ما مدى رضاك عن مستوى العمل وتقييمك لنجاح الفكرة
مع الجمهور خاصة وأنها المرة الأولى التي تقدم فيها مثل هذه العروض بجدة ؟
تجربة مسرحية ( بيت الدهاليز) من التجارب المسرحية التفاعلية التي أعتز بها ، كان لي دور كبير فيها حيث قمت بتدريب عدد كبير من
الممثلين والذين أغلبهم يخوضون التجربة الأولى في المسرح ، وكذلك تم إعدادهم لتجربة المسرح التفاعلي ، وقد ساعدت المخرج
الأمريكي ( تود نمس) في إخراج العمل التفاعلي الأول في المملكة العربية السعودية , والأول في منطقة الخليج العربي
والشرق الأوسط ، وكان العمل جداً مميز وناجح ولاقى إعجاب الجمهور وحظي بتفاعل الجمهور بهذه التجربة الريادية
التي أعتز وافتخر بها .
*العروض المقدمة ضمن فعاليات شتاء طنطورة لهذا العام بعنوان ” أسرار الحجر ” يعتبر أحد العروض الضخمة من حيث عدد
الفنانين المشاركين ومن حيث الفكرة القائمة على نقل صورة تاريخيه عن حياة سكان منطقة الحجر قديما ، حدثنا عن تفاصيل
هذا العمل ؟
تجربتنا في مسرحية ( أسرار الحجر ) هي تجربة مميزة في المسرح التفاعلي المعاصر ، من إنتاج شركة ( سدرا )
وبرعاية الهيئة الملكية للعلا ، حيث تمزج التجربة مابين المسرح التفاعلي ومسرح الشارع ، وقد قمت بتدريب الممثلين وإعدادهم
في برنامج المسرح التفاعلي وكذلك قمت بإخراج العمل في لوحات إخراجية حيوية توالف بين حضارة الماضي العريق والبناء
الدرامي المنسجم مع الأحداث بأسلوب مشوق وفعال ، حيث تم استخدام الخيول والجمال في العمل المسرحي لتجد
” لوحة مسرحية بقالب سينمائي جميل جدا ” يشد المشاهد للمتابعة والتفاعل والمتعة المطلوبة.
وهنا أود أن أؤكد على أهمية المتابعة المستمرة في إعداد الممثل أثناء العروض وما بعد العروض المسرحية للمسرح التفاعلي
خاصة أن العروض تمتد لأشهر ف يحتاج الممثل من المخرج التمرين والمتابعة والملاحظة حتى يستمر في عطاءه وتميزه.
*لك أعمال مسرحية موجهة بشكل خاص للطفل وحسب رأي المختصين في هذا المجال فإن هذه الفئة العمرية تتطلب نوع خاص
من العروض والتي يجب فيها مراعاة جوانب كثيرة في المادة المقدمة ، برأيك كيف للأعمال الفنية أن تسهم بشكل
إيجابي في زرع قيم وأخلاقيات سليمة , وكيف تمت مراعاة هذه النقاط في الأعمال المقدمة ؟
مسرح الطفل من أصعب أنواع المسارح ، حيث يتوجب على المؤلف والمخرج صياغة لون جميل يجذب الطفل من حيث المضمون
والشكل والأداء لذلك مهم جدا أن يراعى المضمون التعليمي التربوي بصفة خاصه , بالإضافة إلى شكل اللوحات الفنية التي
تجذب الطفل وهنا أيضا تجاربي في مسرح الطفل كانت أيضا تفاعلية لأهمية مشاركة الطفل في العمل المسرحي من أجل تحقيق
أهداف المسرحية وكسر حاجز الخوف والخجل لدى الطفل وانطلاق طاقاته في التعبير والمشاركة ، وقد قدمت مسرحية
( علاء الدين والمصباح السحري) في اللغة العربية وكذلك مسرحية في اللغة الإنجليزية ( هانسل آند جريتل ) ولاقت تفاعلا وإعجابا
كبيرا مع الأطفال .
*ماهي الأعمال التي تقوم بالإعداد لها في المرحلة القادمة
لدي مجموعه من الأعمال الآن تحت التجهيز وان شاء الله قريبا تظهر لحيز الوجود وكذلك هنالك عمل سينمائي ضخم
بين السعودية وايطاليا في صدد التحضيرات له .
كل الحب والتقدير والشكر لمجلتكم الرائعه , ولك أستاذ سمير وإلى الأستاذة عفاف .
