مكة المكرمة – محمد حميد الطلحي
عيد الفطر لعام ١٤٤١من الهجرة ..
____________________________
ياعيدُ غِبتَ لماذا غبتَ ياعيدُ
هلْ أخْلَفت وصلها فيك المَواعيدُ
أمَّا الأحِبَّةُ فالأقدارُ دونهمُ
ودونهمْ فوق بُعد الدارِ (كُوفِيدُ)
قدْ حَلَّ فينا وباءٌ لا دواءَ لهُ
كأنه حين طافَ الأرضَ عِرْبيدُ
فلا مِسَاسَ ولا خلاًّ نزاورهُ
ولا لقاءً كأنّ الحيَّ مفقودُ
ولا حناناً لأمٍّ كَيْ نلوذ بهِ
من دونها عيدُنا هَمٌّ وتسْهيدُ
ولا أباً طاب للأضْيَافِ مجلسهُ
ولا أخاً فِعْله في الناس محمودُ
ولا ابتسامات أطفالٍ نُقبِّلهمْ
غَابوا فغابت عنِ الدنيا الأناشيدُ
والجار ياعيد نخشى أنْ نُعايِدهُ
فبابُه رغم قرب الدَّارِ مْوصُودُ
أضْحى التَّنَائي بلا ذنبٍ يُصاحبنا
مابيننا حال بحرٌ دونه بِيدُ
طَيْفُ الأحِبَّةِفي شوقٍ يعانقنا
وبين أضلعِنا نارٌ وتَنهيدُ
ياساريَ البرق خُذْ شوقي يعايدُهمْ
وقل لهمْ أنَّ حبلَ الودِّ مَمْدودُ
واسْكُب على دارِهم غيثاً يُبلِّلهمْ
إنَّ الفُؤادَ بتلك الدارِ موجودُ
واحمِلْ إليهمْ صباحَ العيد تهنئةً
كأنها طائرٌ بالسَّعدِ غِرِّيدُ
وعُدْ إليَّ بِنَفْحٍ من أرِيجِهِمُ
فإنَّ عطرهُمُ في العيدِ مشْهودُ
وَجِئْ ببُشْرى قميصٍ فيهِ رائحة
أُشْفَى بها إنني بالبعدِ مَفْؤُودُ
ياعيدُ سوفَ نلاقي فيكَ بَهْجَتَنا
وسوف تَمْلأُ دنيانا الأَغاريدُ
وسوف نُعلِنُ بالتَّكبير فرحتنا
فإنَّما العيدُ تَكبيرٌ وتَحْميدُ
فَفِيكَ ياعيدُ للأفراحِ مُتَّسَعٌ
فالحزنُ في عيدنا بالقَيدِ مَصْفودُ
هذا هلالُكَ قد بانت نَوَاجِذهُ
يسابق الليل تُغريهُ الأناشيدُ
والليلُ من شوقِهِ لاحَتْ كواكبهُ
كأنَّها لؤلؤٌ بالعقدِ مَنْضودُ
ما أجمل العيد إنْ هلَّت بشائِرهُ
كأنَّه بعد طولِ العُقمِ مَوْلودُ
ياعيدُ قلْ لِي هل الأيامُ تُمهِلنا
كَيْ نلتقي بعدَ عامٍ فيكَ ياعيدُ