على مُهَجِ الأرواح ترسو وتعْبُرُ
وتنْزِفُ أشواقًا بها القلبُ يَقْطُرُ
لأنَّ بها حُسْنًا تَجَذَّرَ في دمي
فَضخَّ جمالًا يحتوي الروحَ يَعْمُرُ
هي البدرُ والأفلاكُ عند ظهورها
توارتْ… لأنَّ الحسنَ عندكِ أظْهَرُ
بِها من شعاعِ الشمس خيطٌ كأنه
مصابيحُ إهداءٍ يَشِعُ ويُسْفِرُ
سحائبُها بين الخمائلِ تنتشي
فتُثْمِلُ روحَ العاشقينَ وتُسْكِرُ
يضوعُ بها ريحُ النسيم فتحتفي
مروجٌ وأغصانٌ وسَهْلٌ وأنْهُرُ
لها قامةٌ فرعاءُ عند وقوفِها
يَموقُ لها طرفُ المشوقِ ويَنْظُرُ
جدائلُها سودٌ وخِصْلةُ شَعْرِها
يُداعبُها بين الحدائقِ كوْثَرُ
بها حَوَرٌ يَسْبي العليلَ مخافةً
فنظرتُها الأولى من اللحظِ تَسْحَرُ
وفي رمشِها الأعلى حِمايةُحاجبٍ
وفي رمشِها الأدنى من الظلِّ أسْطُرُ
إذا ضَحِكتْ تُهديكَ نظمًا كأنهُ
لآلئُ ألماسٍ حَوتْهُ وجوْهَرُ
لها غَنَجُ الأحبابِ عندَ كلامِها
فترتَعِدُ الآهاتُ نشوى وَتَفْتُرُ
وبالشدو ألحانٌ تُسافر في المدى
يصاحبُها آهٌ ودانٌ وَمِزْهَرُ
إذا أقبلتْ تزهو بخصرِ قوامِها
كغصن مع الأعذاق يعلو فيُثمِرُ
وإن أدبرتْ فالرِّدفُ يَرْتَجُ وحدَه
فيرقصُ عندالمشْيِ… والوقْفِ… يُبْهِرُ
وجيدٌ كأريام الفلاةِ تمدُهُ
فيعْجزُ عن وصفِ الحقيقةِ منْظَرُ
ونهدانِ كالرمانِ تُبْدي شراسةً
يجاذبُها طوقُ من الزهويأْسِرُ
فَرشْتُ لها قلبًا حنونًا وزدتُها
صباباتيَ الولهى تبوحُ وتَصْدُرُ
فلا تَعْذِلُوا صَبًا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ
بفاتنةِ الأرواحِ…يَهْذِي…يُثَرْثِرُ
أأنتِ التي أهوى وأعشقُ طيفَها
أمِ الكَدَرُ الخاوي لديَّ سَيُقْبَرُ؟!!
فقالتْ: أيا مِسكينُ ليتَكَ لم تَبِتْ
تراعي نجومَ العاشقينَ وتَشْعَرُ
فأنتَ بأرضِ الجانِ تَرْسِمُ خَطوةً
يجاذبُكَ الوحشانِ ( تِيهٌ وعَبْقَرُ)
صحوتُ وَلَمْ ألمسْ جوابًا لنشوتي
سوى صوتيَ المبحوحِ يذْوي ويَصْغُرُ