بقلم الكاتبة السعودية : ( وجن المنصور ) – جدة
____________________________________________
مهما أبحرت في نفوس البشرية اتضحت لك مدى الإختلافات
ومهما بدت لك معالم الإقتراب والوصول ستكتشف أنك أبعد ما يكون
وكلما غصت لتتعمق في مكنوناتها كنت أقرب للسطحية
حين خُلقنا خلقت معنا مسببات اختلافنا
منذ أن قدر الله لتلك النُطفة أن تغرق في عتمة ذلك الرحم
وإن اجتزنا مراحل نمونا والعودة لننظر في تاريخ البشرية لوجدنا الإختلاف قائماً على قدمٍ وساق
متواترة أصوله على مدار العصور
وذلك ما جسدت ملامحه قصة هابيل وقابيل
الإختلافات والمتضادات هي الوسوم التي نتميز بها عن غيرنا
كالإختلاف الجوهري بين الخير والشر
والظلام والنور
وتعدد الأقاويل الأسطورية والمفاهيم
حيث يولد الخير في النور والشر في الظلام
وفي الدين عمل الخير في الخفاء يجنبك الوقوع في الرياء
والشر الظاهر صاحبه ليس إلا مجاهر
وحين خلق الله الخير لم يخلق الشر
بل الشر من أوجد نفسه بديلا في غيابه
إن بذور الخير التي غرسها الله بداخلنا والمتأصلة فينا
ليست إلا الفطرة
أو الصبغة التي فطر الناس عليها
كذلك تلك البذور إذا نالت قسطاً وافراً من الإهتمام نمت وأثمرت بالخير
وإن لم تنل نصيبها من الإهتمام لا يعني ذلك موتها أو تجرد أرواحنا منها
فالخير باق في أمة محمد إلى قيام الساعة
في الوقت الذي تتمكن فيه قوى الشر منك
عليك بالغوص في ظلمة أعماقك لتنقذ بذور النور