النَّفْسُ صَامَتْ عَنْ هَوى الأحْبَابِ
وَبَنَتْ جُسُــــــورَ تَندُّمٍ وحِسَـــاب ِ
مَاعَادَ يُغْرِيهَا السَّحَابُ ولا النَّدَى
وُئـِـدَتْ بِصــَعْقَةِ بَارِقٍ خَــــلاَّبِ
فِيهَا الأمـَــــانِي أَعْلَنَتْ إذْعـَـانَهَا
وَبَرِيقُها أضْـــحَى كَزَيْفِ سَــــرَابِ
حَتى مَواعــِـــيد الغَرامِ تَبَخَّــــرَتْ
أقْلامـُـــهَا بَاتَتْ كَعُــــودِ ثِقـَــــابِ
مازالَ في عَينِ الرسَــــائِلِ فُسْـحَةٌ
لكِنَّهَا صُـــــلِبَتْ عَلَى المِحـْـــرَابِ
وقــــَوافِل العِطــْــرِ المُغَنَّى كُبّلتْ
والوردُ يَشْكــُــو سَطــْــوَةً لِذِئابِ
وَبَكَتْ عَلى أَقْدَاحــِـــنَا سَمـْــرَاؤنا
سَكَبَتْ أَحَادِيثَ الهَـــــوَى الجَذَّابِ
مَاذَا عنْ الأَحـْــــلامِ كَيفَ حــَدِيثُها
نُهِبَتْ بِمَكـْـــــرِالحــَــــاقِدِ المُرْتَابِ
كَمْ شَاطِئٍ رُسِــــمَتْ عِليهِ قـُلُوبُنا
فأتَاهُ وَقــْــعُ المَـــــوجِ بالأَخْشَـابِ
بِئْسَ الغـَــــرَام ومَا تَمَخَّــضَ لَيلُهُ
أَســـْـرَارُهُ بَاتَتْ بِغَـــــيرِ حِجــَــابِ
وَيلِي عَلى قُدْسِــــيَّةِ الحـُـبِّ الَّذِي
حُـــلَّتْ طـَـهَارتُه لَدَى الأَغـــْـــرابِ