أُسائل البحرَ والشُّطآنَ أيْنَ هُمُ
وفي فؤادي لهيبُ الشَّوقِ يضطرِمُ
وأسأل الريحَ والأمواجُ عاتيةٌ
والدمعُ يُسكَبُ والأحزان تَحْتَدِمُ
أين الذين هنا كانت مراكبهم
تجري على اليَمِّ والأمواجُ تَلْتطمُ
أين الذين لهم في البحرِ أغنيةٌ
تَشْدُو بها الرِّيحُ والأمالُ تبتسمُ
هل فرَّق الموتُ أحبابي ومَزَّقَهم
ومن رجوعٍ إلى الأوطان قد حُرِمُوا
أو انَّهم تعبوا واليأسُ أقْعَدَهمْ
أو انهم هجروا الخلَّان أم هَرِمُوا
أو انّ ريحاً ببطنِ البحرِ ابْتَلعتْ
أحبابَ قلبي وفي أحشائِها هُضِمُوا
يا طائرَ الشوقِ خُذْ قلبي وبَلِّغَهمْ
بأنّ جسمي وروحي بعدَهم عَدمُ
وقُلْ لهم أنَّنِي لا زلت أذكرهم
والروح في بُعدِهم يَبْتَزّها الألمُ