في مِشْيةِ الغُنْجِِ ماسَتْ فانتشى وَجْدي
ومِـنْ خُـطـاهـا تَـعَـالى نَـبْـضُهــا عـندي
تُــراقِـــبُ الأرضَ مِـنْ أطْــرافِ نـظْـرتِـها
لِـتُـشْـهِـرَ الْكِـبْـرَ مَـطــبُـوعًـا بِـلا غِــمْـدِ
تُريدُ قَتْلَ الذي آوى مَحَبَّتَه
خلفَ العيونِ تَهاوى دونما قصْدِ
شَراسةُ الطَّبْعِ تَبْدو في خوالجها
تُثِيرُ تَمْتَمَتي حولًا بِلا رَدِّ
تَفَنَّنَتْ حينما خَطَّتْ أناملُها
رَسْمًا على وَجْنَتي فاستنزفتْ جَهْدِي
خانتْ طقوسًا لَكَمْ عِشْنَا حلاوتَها
حتى غدونا لِسانًا كاذبَ الوعْدِ
فَأغلقتْ قلبيَ الـمخمومَ وانتزعتْ
شِغافَهُ وانْحَنَتْ ضِدًّا على ضِدِّ
نَدَّتْ مناجيةً صَدْرًا لِعاشقِها
كَأنَّها كاعبٌ طافتْ على نَهْدِ
ما هكذا رِقَّةُ النجوى مُعَذِّبَتي
قَدْ ألْصَقَتْني حَبيسَ الكَفِّ بالخدِّ
أَكُلُّ هذا جرى مِـنْ وَحْي كارهةٍ
جَفَتْ حبيبًا رقى في سُلَّمِ العَهْدِ؟
أمْ هذه قسوةٌ الأشواقِ ِ تَعْكِسُها
مَشَاعرُ البُغْضِ كيما تُعْلِني بُعْدِي؟
حاولْتُ طَمْسًا لِذاكَ الشَّكْلِ فانبَجَسَتْ
كُلُّ التفاصيلِ توصي للمدى جَلْدِي
وَجَدْتُني مُفْردَ الأنحاءِ خارطتي
محيطها عقربٌ يقتات من زِنْدِي
لِـمَـنْ ألوذُ وهذا الـموجُ يدْفعُني
إلى الوراءِ لأُكْوى بالضنى وحدي
فلا شُموسَ الدُّنى دلَّتْ مُسافرَها
ولا خُيوطَ الدُّجى فَدْ أدركتْ سُهْدِي
أرادني ناسِكًا في جوفِ سُدْفَتِه
أمْحو بقايا الأسى مِـنْ حِبْريَ الورْدِي
بَحَثْتُ عَنْ شافعٍ يُبْدي لها حُرَقًا
فتيلُها يَبْعَثُ الأضواءَ مِـنْ وقْدِي
فما وجدتُ مراسيلًا تُرَقِّقُها
عَليَّ حتى أرى مَجْبولةَ الصَّدِ
قَطَعْتُ عهدًا بِأنْ يبقى بذاكرتي
بياضُها ناصعًا في غربةِ اللحْدِ
5 / 6 / 1442 هـ / الرياض _ للشاعر محمد جابر المدخلي