جدة – موقع نجمة السعودية
____________________________
بعد غيابٍ طويل أملته ظروف وباء كورونا وما صاحبه من إجراءات وقائية؛ افتتحت أسبوعية الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني بجدة موسمها الثقافي الجديد؛ بحفل تدشين كِتاب (الذي رأى وسَمِع: محمَّد نصيف؛ صفحة مِنْ تاريخ الثَّقافة في جُدَّة)؛ لمؤلَّفه الأستاذ حسين بافقيه؛ والكتاب من أحدث إصدارات “مركز عبد المحسن القحطاني للدراسات الثقافية”؛ حيث صدرت طبعته الأولى هذا العام 1443 هـ؛ في 240 صفحة.
وقد أدار الأمسية الإعلامي “مشعل الحارثي”؛ الذي بدأها بالتعريف بالضيف حيث أشار إلى أن السيد حسين محمَّد علوي بافقيه من مواليد عام 1964 في جدة. ناقد أدبي ومؤرخ ثقافي، حصل على درجة البكالوريوس في اللُّغة العربيَّة وآدابها، من كلِّيَّة الآداب بجامعة الملك عبد العزيز في جدَّة، عام 1409هـ-1989م، ثمّ نال درجة الماجستير في النَّقد الأدبيّ الحديث، من جامعة الملك سعود بالرياض، عام 1424هـ الموافق 2004م.
عمل الأستاذ حسين في وزارة الثقافة والإعلام، بقسم الشؤون الثقافية بمحافظة جدة، كما عمل مديرًا عامًّا لإدارة الأندية الأدبيَّة (1434هـ). شغل منصب رئيس التحرير لعّدة مجلّات ثقافيّة منها: مجلَّة الإعلام والاتِّصال – جريدة أمّ القرى – مجلَّة الحجّ والعمرة.
له العديد من المؤلفات الثقافية في النقد والتأريخ منها: الجوائز الأدبيَّة: الحدود والأقنعة، طه حسين والمثقَّفون السُّعُوديُّون، عبروا النهر مرتين: قراءات في السيرة الذاتية، أفئدة مِن الناس فصول في أدب الحج وثقافته، ضَحِكٌ كالبُكَا، الشِّعْر الحلمنتيشيّ في مَبَاهِجه وأحزانه.
ثم انتقل الحديث للمضيف الدكتور عبد المحسن القحطاني ليقدم كلمته الترحيبية، حيث أشار إلى أن الأسبوعية الليلة تشهد حضورا مميزا من الأحباب والرواد الذين يمثل حضورهم تكريما لي وتشريفا للأسبوعية، أما عن محاضرنا الليلة فهو تلميذنا النجيب والباحث الرصين حسين بافقيه، وهو الوحيد الذي أصدر له المركز كتابين، وقد خصنا بهذا الكتاب لمعرفته بعلاقتي الخاصة والقديمة لآل نصيف، فهذه الأسبوعية افتتحها في اول أمسياتها معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف شفاه الله، وما زال الدكتور محمد نصيف متابع لنا بمعظم الأمسيات.
وختاماً أود الإشادة بالدور الذي يقوم به أ. حسين بافقيه في تأصيل ثقافتنا بسير الرواد، وأتمنى أن نجد من الباحثين من يسير على هذا الدرب، وخاصة فيما يتعلق بمكتبة نصيف، وبهوامشه وحواشيه على الكتب.
ثم بدأ مؤلف الكتاب المؤرخ والناقد الأدبي حسين بافقيه محاضرته بالإشارة إلى أن كتابه ينقسم إلى قسمين: القسم الأول عن الدور والاثر الثقافي للشيخ محمد نصيف، والقسم الثاني عن مقالاته في مجلة المنهل.
فالشيخ محمد نصيف وُلد في الثامن عشر رمضان سنة 1302هـ. وكان ذا أخلاق عالية وسمات سلفية، واشتهر بحسن السجايا وسعة الصدر والكرم والتواضع والأمانة، ونشأ في بيت الأفندي عمر نصيف الذي يشبه قصور أمراء زمانه – لا يزال قائماً إلى الآن – وقد مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة. وقد هيأ له جدة “عمر” جوا علميا وبيئة صالحة للتعلم فبدأ بالقران حتى سن الحادية والعشرين، حتى حصل الشيخ محمد نصيف على عدد من الإجازات العلمية المختلفة في علوم الدين. وقد كان للشيخ يرحمه الله مجالس يحضرها كبار المشايخ أمثال الشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وغيرهم رحمهم الله.
وأضاف المحاضر أن مكتبة الشيخ محمد نصيف تُعدُّ معلمًا ثقافيًا لمدينة جدة وللحجاز كافة وما ذلك إلا لأن مؤسسها كان شديد الشغف بالكتب كبير الحفاوة بالعلم والعلماء السلفيين وكان محباً للقراءة معنيا بجمع أمهات الكتب والمراجع والمخطوطات، حتى أصبحت مكتبته الخاصة من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي وفضلا عن ذلك فقد كانت مكتبة كبيرة تضم أكثر من (ستة آلاف مجلد) في فنون الدنيا وعلوم الدين وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما فيها من خيري الدنيا والدين.
وختم بافقيه محاضرته بأن الشيخ كان مرجعًا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز، وقد حكى معاصروه أن الله قد ألقى محبته في قلوب المؤمنين وسيما من عرفه من العلماء وطلبة العلم وأهل الحجاز خاصة لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة. وقد كانت وفاة الشيخ محمد نصيف في يوم الخميس السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1391هـ/1971م بمدينة الطائف، ثم نقل جثمانه إلى جدة في جمع كبير مهيب، وقد خرجت جدة كلها لتشييع جنازته، وصلَّى عليه بعد صلاة العصر في مسجد المعمار، ودفن في مقبرة الأسد في مدينة جدة، وكان عمره يناهز التسعين عامًا.
ثم فُتح باب الحوار للمُداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: د. يوسف العارف، د. أشرف سالم، د. محمد سالم الغامدي، سعيد عبد الله الغامدي، المستشار عبد الله سابق، م. سعيد فرحة الغامدي، المخرج عادل زكي، د. حسن عايل، مامون بنجر،.
وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها الأستاذ الدكتور “محمد عمر نصيف” للمحاضر، والكابتن “إبراهيم الرشيدي” لمقدم الأمسية.