احذروا من سرطان المجتمع .. بقلم : سلوى بن حريز المري

 

كثير منا من صدم بحقيقة بعض الأصدقاء ، الذين شاركونا  أفراحنا، وأتراحنا أو كما نظن ذلك، ومن ثم أكتشفنا حقيقتهم المزيفة ., لقد كانوا يجاملوننا لتحقيق مصالحهم  ، فأصبح الشخص منهم ،يمدح الطرف الآخر بوجهه، ويتحدث عنه بالسوء من خلفه ، فيا للأسف أصبح النفاق، والمجاملات التي تتجاوز الحد المعقول، الآن هي سمة من سمات نسبة كبيرة من الناس في المجتمع،  لأن النفاق في نظرهم يسهل الكثير من الأمور الحياتية لهم، وطغت على حياتنا المعاصرة، ليس فقط في الحياة الواقعية، بل في جميع المجالات ، وامتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، فبات بعض الناس يلبسون الأقنعة المزيفة ، لإخفاء حقيقتهم غير المقبولة، ونفوسهم المشوهة، فتراه يقول شيئا ويفعل شيئا آخر ، وتكون معاملته للناس غير عادلة، فمعاملته الأغنياء ،وذوي السلطة أفضل من معاملة الآخرين، حتى أصبح  الشخص الصريح والصادق، غير مرغوب فيه، فلم نعد نُقدّر الآخرين على ما هم عليه، فقد أصبحت نظرتنا مادية وضحلة للغاية.

هل أستطيع القول أن مفاهيم المجتمع  تغيرت واختلفت ؟! ، هل نحن ملزمون أن نتعامل مع المنافقين لأن هذا هو الصنف المتوفر وبكثافة في مجتمعنا؟!.

يبدو أن العصر الحديث يحتاج لكمية أكبر من النفاق كي يرضى الناس وهذا شيء مؤسف ،فأتعجب من الشخص الذي يصفق للمنافق ويطرب لحديثه.

لدي قناعة كبيرة أن المنافق، شخصية ضعيفة  لأنه يتلون بكل الألوان حسب الظروف والمواقف ، فمن واجبنا أن نحارب هذه الظاهرة ،التي  تدب في جسد الأمة، كما يدب السرطان في جسد الناس، ولا يشعرون به إلا وهم جثة هامدة، وأن نرفضها جملة وتفصيلا، فعلاج النفاق يبدأ أولاً من الأسرة، عن طريق التنشئة الإجتماعية السليمة ،بأن يكون الوالدان القدوة أمام الأبناء، بالتحدث أمامهم بكل صدق ، وأما المدرسة فدورها تعليم الطلاب، كيفية البعد عن الكذب، والنفاق في المجتمع، وأيضا للتثقيف الجماهيري والوعي عن هذه الظاهرة السلبية دور كبير في معالجته .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه ) رواه البخاري ومسلم.

 

عن afaf

شاهد أيضاً

لماذا نكتب ؟.. بقلم الكاتبة / وفاء بنت إبراهيم باعشن

  نحن نكتب لأن الله قد أقسم بالقلم و ما يسطرون , إذاً القلم لها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *